هاجم مستشار في البيئة وقضايا التنمية المستدامة، مجمع الأمل الطبي، على خطوتهم قطع بعض الأشجار داخل المجمع، معتبرا أن ذلك نوع من أنواع التدمير البيئي وإعدام عناصرها بمشانق تقام ليل نهار على أشجارها التي تزين بها أديم الأرض وساحاتها.
ورأى المستشار الدكتور محمد الطياش، أن ما قام به مجمع الأمل الطبي استمرار، للمذابح العشوائية التي تنفذها مستشفيات وزارة الصحة وأجهزة القطاع العام، بحق الغطاء النباتي، فيما أبدى اعتراضه على مبررات مجمع الأمل للصحة النفسية في ردها على ما نشرته "الوطن" بشأن مخالفات قطع الأشجار وبيع الحطب.
وكان المجمع قد برر في رده بتاريخ 13 /09 /2013 على ما نشرته "الصحيفة" بتاريخ 12 / 9 / 2013، حول تجاوزات ومخالفات المنشأة الطبية قطع الأشجار وبيع الحطب بقوله "في مجمع الأمل أشجار طويلة بجانب الممرات وأمام مواقع التنويم.. وأثناء تعرض مدينة الرياض للعواصف الرملية قبل عدة أشهر سقطت بعض الأشجار على ممرات المجمع وأمام إحدى فلل التنويم .. وقررت لجنة السلامة بالمجمع الاستعجال بتقليم الأشجار وقص الخطر منها .. وهو ما تم حفاظا على سلامة المرضى والمراجعين".
الدكتور الطياش شكك في مبررات المجمع وقولها إن تلك الأشجار تشكل خطورة على المنشأة والزوار أو المرضى أو المنشآت أو غير ذلك، وألمح إلى وجود أسباب خافية لا يعلمها إلا "المولى عز وجل"، وقال إن وضع المكان يبدو سليماً خاصة أن الأشجار منسقة عبر الممرات والأسوار وأماكن جلوس الزوار في فناء المستشفى الفسيح الذي يتجاوز آلاف الأمتار المربعة في مساحته.
ووصف الدكتور الطياش مبررات المجمع بأن الأشجار تشكل خطراً بسبب العواصف التي شهدتها الرياض مع بداية الصيف بغير المنطقية، وتابع "لو كان المبرر منطقيا لأزيلت أشجار الجوار كمستشفى الملك خالد وجامعة الملك سعود وحي السفارات .. وأنا أؤكد أنه ليس لي علاقة بما يدور من نشاط داخل المستشفى .. فقط رؤيتي بيئية حول الغطاء النباتي فقط".
واستطرد مستشار البيئة وقضايا التنمية المستدامة بقوله إن مدينة الرياض على وجه التحديد تضم تنظيما بيئيا مؤسساتيا تحت مظلة أمير المنطقة ممثلة باللجنة العليا لحماية البيئة بمدينة الرياض وعضوية 17 جهة حكومية أو أكثر بقليل من بينها وزارة الصحة ممثلة بوكيل الوزارة في اللجنة العليا وأعضاء في اللجنة الفنية التنفيذية الأمر الذي يعطي رؤية سلبية حول هذه الممارسات ضد البيئة، وأنه من الأولى استشارة مختصين في الزراعة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
واستغرب أن يتصرف مسؤولون بوزارة الصحة التي تعد أحد أكبر الأجهزة البيئية في المجتمع المحلي بهذا السلوك غير الحضاري، داعياً إلى تشكيل لجنة من وزارة الزراعة والصحة وهيئة تطوير الرياض للبحث في صحة القرار بقطع هذه الأشجار التي أضحت ملكا للإنسان في مكان عام مخصص للعلاج من الأمراض النفسية.
واستطرد مستشار البيئة وقضايا التنمية المستدامة بالقول إن مدينة الرياض على وجه التحديد تضم تنظيما بيئيا مؤسساتيا تحت مظلة أمير المنطقة ممثلة باللجنة العليا لحماية البيئة بمدينة الرياض وعضوية 17 جهة حكومية أو أكثر بقليل من بينها وزارة الصحة ممثلة بوكيل الوزارة في اللجنة العليا وأعضاء في اللجنة الفنية التنفيذية الأمر الذي يعطي رؤية سلبية حول هذه الممارسات ضد البيئة، وأنه من الأولى استشارة مختصين في الزراعة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
وقبل الدكتور الطياش معاقبة الأشجار بالإزالة في حال واحدة، بالقول "إلا أن تكون هذه الأشجار قد تسبب كارثة بسقوط شجرة عملاقة على مسؤول الصحة أثناء تفقده أحوال المستشفى في غفلة من الأحداث!.. ثم أصدرت إدارة المستشفى قرارا بمعاقبة كل أشجار المستشفى بقطع أغصانها لأنها تجرأت على المسؤول!"، داعياً إلى محاسبة المسؤول عن هذا التصرف في حال ثبت عدم وجود أي سبب جوهري لهذا العداء الوحشي على الشجرة في المستشفى، وحجز غرفة علاجية لكل من ساهم في هذه الجريمة البيئية حتى يتم شفاؤهم من عقدة اللون الأخضر والسلوك العدواني تجاه الشجرة وعناصر البيئة الأخرى.
ووصف المستشار البيئي هذه النوعية من الأشجار بتميزها بالارتفاع والظل وأنها مورقة طوال فصول السنة، وتعد مصداً طبيعيا للهواء الساخن في الصيف، وتحد من آثار الرياح المشبعة بالدقائق العالقة وكذلك التلوث الضوضائي، فضلاً عن إشارة العديد من الدراسات إلى وظيفة البيئة الصحية المناسبة، مشيراً إلى أن الحدائق في المستشفيات أضحت عاملاً فعالاً في علاج المشاكل النفسية.
وعن عدد فوائد المسطحات الخضراء، قال إن معظم المستشفيات تحتوي على مساحات واسعة إلا أنها لا توفر للمرضى فرصة التمتع بهذه المسطحات الواسعة بسبب سوء تخطيط موقعها بالنسبة لمبنى المستشفى، مبيناً أن منظر الأشجار يعطي إحساسا بالمتعة والراحة النفسية للمرضى والزوار داخل المستشفى، داعياً إلى ضرورة التأكيد على عدم إزالة الأشجار الكبيرة ومحاسبة كل من يتسبب في إلحاق الضرر بالغطاء النباتي.
واختتم الدكتور الطياش أن رسالته هذه موجهة إلى وكيل الوزارة فلاح المزروع عضو اللجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض وكذلك اللجنة الفنية التابعة لها لوضع مؤشرات بيئية لهذه المدينة للحد من القرارات الفردية السلبية على البيئة، داعياً إلى محاسبة من أعطى مبررات تستخف بعقول المواطنين.