بعض الأخبار تصيبك بصدمة نفسية، تحتاج بعدها أن تكون مراجعاً لـ"العيادة النفسية" وربما تستمر لعدة أشهر حتى تتعافى من صدمتها وتعود لحالتك الطبيعية، وبعض "الأخبار" تصيبك بنوبة من الضحك التي لا تفارقك حتى تحيلك إلى "أهبل" يضحك في كل وقت دون أن تعرف من يشاهدك السبب، فيظنك الناس "قليل أدب"؛ بينما أنت تعاني من نوبة ضحك مبكية بسبب خبر لا يفارق ذهنك.
شعرت أني أحتاج إلى مراجعة طبيب نفسي حين قرأت خبر صحيفة الحياة عن أن الجهات المختصة طلبت من وزارة الشؤون الاجتماعية دراسة دعم الراغبين في الزواج من المواطنين، بحضور مندوبين مختصين من 10 وزارات هي: الداخلية، والتعليم العالي، والشؤون الإسلامية، والمالية، والعدل، والثقافة والإعلام، والصحة، والإسكان، والشؤون الاجتماعية.. وللأمانة بحثت في الخبر فلم أجد إلا 9 وزارات فقط، ما يعني أن صحيفة الحياة – هداها الله - بالغت في الموضوع وعنونته بـ10 وزارات تدرس إعانة راغبي الزواج..!
الصدمة أصابتني، لأني رأيت أن 9 وزارات من أصل 24 وزارة لدينا ستعكف على دراسة موضوع إعانة راغبي الزواج من المواطنين.. وكأنه موضوع شائك وخطير إلى درجة أن الإقدام على تنفيذه بلا دراسة عميقة سيضر باقتصاد البلد وسيصيب الميزانية بالعجز، وربما يفتح أبواباً من الشر، بينما الفكرة كلها خير؛ لأن فيها إعانة وتيسير على شباب وفتيات الوطن.
الصداع حام برأسي، فأمسكت به وأنا أحسب عدد وزارات الدولة فوجدتها لا تتجاوز 24 وزارة، فإذا كانت 9 منها ستدرس إعانة راغبي الزواج، فكم منها ستدرس فكرة زيادة الرواتب، أو فكرة "التموين الغذائي" لو أردنا تطبيقها للقضاء على غلاء الأسعار التي أنهكت جيوب المواطنين..!
لاحظوا.. أن وزارة الداخلية، والتعليم العالي، والشؤون الإسلامية، والثقافة والإعلام، والصحة، والإسكان مع البقية كلها تدرس فكرة إعانة راغبي الزواج... هنا أنا أقترح أن تضم وزارة النقل للجان دراسة إعانة راغبي الزواج..!
(بين قوسين)
صديق خبيث يسأل: كم لجنة من الـ9 وزارات ستدرس موضوع إعانة راغبي الزواج؟ وكم سيصرف على الدراسة من انتدابات ومقابل مادي لاجتماعات اللجان وملحقاته من لوازم طاولة الاجتماعات؟