حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، من مغبة تأخير المعاملات الحكومية وتقاضي الرشوة، ورفع أسعار السلع الاستهلاكية على الناس، معتبرا أن كل ذلك هو "ظلم للمجتمع"، فيما علق الجرس إزاء من يريدون ضرب اللحمة الوطنية، سواء بالكتابات الصحفية أو غيرها، مطالبا بأهمية التنبه لهم وعدم الانسياق خلفهم.
وقال المفتي في خطبة الجمعة أمس، التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله "وسط الرياض"، إن "من ظلم المجتمع السعي في زعزعة أمنه وارتباط شبابه وإحداث البلبلة بين صفوفه بفكر ورأي يكتب ومقال ينشر فإذا تمحصت هذه المقالات ودرستها وجدتها تسعى إلى تفكيك المجتمع المسلم وتشكيكه في ثوابت دينه ومبادئ إسلامه وعلمائه وقادته الفكريين والسياسيين الذين طالما حموا العقيدة وساروا على نهجها ومضى عليهم قرون وهم على هذا المهد القويم والطريق المستقيم ثم يأتي بعد هذا من يحاولون إيجاد البلبلة والفكر السيئ والأطروحات الخبيثة المنافية للحقيقة".
وأشار الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، إلى أن المجتمع أحوج ما يكون في هذا الزمن، إلى "اجتماع الصف والكلمة على العقيدة الصحيحة والمبادئ السامية والأفكار العالية لنكون مرتبطين بقيادتنا السياسية والعلمية ارتباطا وثيقا تعاونا على البر والتقوى لا على الإثم والعداون".
وأضاف "أن أي فكر يطرح لتفكيك هذه الوحدة أو الطعن فيها والتشكيك بها فإن هذا دليل على شر كاتبها ولهذا أيد هذا الفكر أولئك الذين يسيرون على المنهج السيئ"، داعيا المجتمع إلى التعاون وأن يكونوا يدا واحدة لحماية معتقداته والبعد عن كل ما يسيء إليها أو يشكك الناس في مبادئهم وقيمهم"، على اعتبار أن الدعوة الصالحة قائمة على أسس شرعية وثوابت ومبادئ سامية والذين تولوها ودفعوا دونها وحموها مقتنعين بها لا يزالون على منهجهم إن شاء الله، كما عبر القادة عن هذا المنهج والتزامهم به لأنه حق وهدى وشرع واضح، سائلاً الله الثبات عليه.
كما رأى مفتي عام المملكة أن من يعمدون إلى رفع أسعار السلع دون وجود مسببات، هم يمارسون أشد أنواع الظلم على المجتمع، متهما إياهم بالتواطؤ في ما بينهم لرفع الأسعار على نحو شهري، مشيرا إلى أن الباحث عن أسباب ذلك لا يجد مبررا سوى جشع هؤلاء وتآمرهم في ما بينهم دون أي مبالاة بأفراد المجتمع المسلم.
وخاطب آل الشيخ المصلين قائلا:" أيها المسلم ظلمك لعباد الله في الأقوال والأعمال كله خطأ وضلال، فمن الظلم في الأقوال سب المسلم وقذفه والسخرية به أو أن تضيف إليه أمورا هو بريء منها"، محذرا من ظلم الناس في الأفعال من ضرب وسرقة أموال وسفك دماء وغير ذلك.
وأضاف: "غشك لأخيك المسلم في البيع والشراء واستعمال الرشوة وطلبها ظلم، وتأخيرك أداء العمل الواجب أداؤه بلا سبب هو ظلم وعدوان"، معتبرا أن عقوق الوالدين وتفضيل بعض الأولاد على آخرين هو نوع من أنواع الظلم كذلك.