في الوقت الذي شكا فيه عدد من ممتهني "الكدادة" من كثرة المخالفات التي يرصدها نظام "ساهر" عليهم أثناء تنقلهم بين المدن والمحافظات والهجر، مشيرين إلى أنهم لا يجيدون أي عمل سوى تلك المهنة، إذ يعولون من خلالها أسرهم، أوضح مدير شعبة السلامة المرورية في مرور منطقة المدينة العميد عمر النزاوي، أن ما يعرفون بـ"الكدادة" مخالفون للنظام المروري.

وقال في تصريح إلى"الوطن"، إن النظام يمنع التكسب بالنقل عن طريق السيارات الخاصة غير المصرح لها، مشيرا إلى أن نقلهم للركاب يعد مخالفة صريحة للنظام بالمملكة، يستحقون العقوبة معها دون المخالفات الأخرى من سرعة وربط حزام الأمان.

وذكر أن العقوبات تصل إلى حجز مركبة الكداد مباشرة، مطالبا الجميع بالتقيد بأنظمة المركبات والسير، لافتا إلى أن نظام ساهر إلكتروني مبرمج يطبق على الجميع ممن تتجاوز سرعة مركبته 120 كلم على الطرق السريعة.

ولفت إلى أن نظام "ساهر" أسهم في تخفيف الحوادث المرورية القاتلة، رافضا التعليق على مضاعفات مخالفات ساهر، ومؤكدا أن جميع التجارب والإحصاءات أثبتت أن نظام ساهر خفض نسب الحوادث وأثبت جدواه في ردع المخالفين.

وكان عدد من ممتهني "الكدادة" قد طالبوا في أحاديثهم إلى"الوطن" المسؤولين بالنظر بجدية نحو مهنتهم التي لم يجدوا غيرها لإعالة أسرهم، مؤكدين أن أغلب زملاء مهنتهم غادروها بسبب عدم جدواها في طلب الرزق مع وجود مخالفات ساهر.

وأشار أبو نايف الخمسيني، الذي يعمل بمهنة الكدادة على مدى سنوات عدة، إلى أن لديه قسائم مخالفات تجاوزت الـ 20 ألف ريال بسبب مضاعفات نظام ساهر، لافتا إلى أن اثنين من زملائه عليهم مخالفات تراوحت قيمتها ما بين 80 و90 ألف ريال.

واقترح تنظيم مهنة "الكدادة"، وذلك بإسناد مهنة عمل السائقين السعوديين إلى وزارة النقل من حيث التنظيم وإصدار تصاريح لمزاولة المهنة خاصة، ويراعى أن تكون الأولوية للعاطلين، بحيث تنظيم العمل وفحص المركبات والسائقين.

فيما أفاد الشاب محمد القصير التميمي، الذي كان يعمل بالكدادة قبل أن يلتحق بوظيفة بأن المخالفات التي تكبدها من نظام ساهر زادت على 14 ألف ريال، مبينا أنه تم قبوله في إحدى الوظائف بينبع، حيث أُلزم بدفع المبلغ حتى يتم توظيفه.

أما فهد الحربي فذكر أن "الكدادة" تعد المصدر الرئيس لرزقه، مما يدفعه لتسديد المخالفات أولا بأول، حتى لا تتراكم وتتعطل معاملاته، داعيا إلى تنظيم المهنة وعمل حصر للذين يعملون في استحقاقهم للعمل بالكدادة، وإبعاد من يلتحقون بوظائف أخرى.

بينما أضاف نايف المرواني، أن راتبه الضعيف دفعه لمزاولة مهنة "الكدادة" بين فترة وأخرى؛ من أجل توفير مستلزمات الحياة، التي يعجز الراتب عن سدادها.