صحا الإعلاميون السعوديون أمس على خبر محزن ينبئهم عن رحيل الكاتب والإعلامي السعودي رضا لاري، الرئيس السابق لصحيفتي "عكاظ" و"سعودي جازيت" عن عمر يناهز 77 عاما قضى منها أكثر من عامين في فراش مرضه بالمستشفى التخصصي بجدة.
ولد رضا محمد لاري في مدينة جدة عام 1357 هجرية وتلقى تعليمه الأولي فيها ودرس العلوم السياسية في جامعة القاهرة وتقلد عدة مناصب منها مدير عام بوزارة المالية، ثم انضم إلى وزارة الخارجية وعين قنصلا عاما في مدريد ثم قائما بالأعمال في العاصمة السنيغالية دكار.
يعتبر "لاري" من جيل الصحفيين الأوائل، حيث ترك بصماته الإعلامية في كل من صحيفة "عكاظ" التي رأس تحريرها من عام 1975 وحتى عام 1981، ثم تقلد منصب رئيس تحرير "سعودي جازيت"، حتى عام 1998 لينتقل بعدها إلى شغل منصب مدير عام وكالة الأنباء السعودية.
عانى الراحل من مشاكل صحية منذ أكثر من عامين، وكان قبلها يكتب مقالا منتظما في صحيفة "الرياض".
يصف الدكتور عبدالله مناع رحيل "لاري" بأنه خسارة كبيرة للإعلام السعودي، فقد كان قامة إعلامية كبيرة، وله مدرسة خاصة وكنت معجبا به، رغم اختلاف آرائنا السياسية أحيانا، وأعتقد أن رضا لاري كان براجماتيا، كنا دائما نتفق معه إلى منتصف الطريق، فهو دائما له موقف حاسم من قضايا كثيرة، وكتاباته السياسية تنم عن عقل منظم وإعلامي ذكي. وأضاف مناع توقفت عن زيارته منذ فترة بعد أن علمت أن حالته الصحية لا تسمح بزيارته.
فيما وصفه الكاتب والناشط الحقوقي محمد سعيد طيب بقوله: كانت علاقتنا صداقة ومحبة عميقة، وقد خرجت من زيارته المرة الأخيرة في المستشفى التخصصي وأنا في حالة اكتئاب، ومن بعدها لم أعد قادرا على زيارته مرة أخرى. ويضيف "على المستوى الإعلامي كان رضا لاري استثنائيا ويتحمل المسؤولية، وقد أفرد لي في عكاظ مساحة واسعة من الحرية حين كان رئيسا للتحرير، وكان شجاعا ونبيلا، ومواقفه تدل على شهامة واضحة في شخصيته، وإذا كنت تريد أن تعرف شخصية رضا لاري جيدا فستجدها في مواقفه الشجاعة التي كتبت عنها في أحد كتبي، أستطيع أن أقول بثقة إنه كان منحازا لمن يرى أنهم بحاجة إلى دعمه وموقفه، محب للآخرين ويتعالى عن الصغائر".
وأطلق مثقفون وإعلاميون سعوديون أمس عبر "توتير" هاشتاق باسم الراحل رضا لاري، كذلك قدم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة تعازيه لأسرة الفقيد، وقال في تغريدة له على تويتر (كل التعازي ?سرة رضا لاري و?صدقائه و?حبابه، وللصحافة السعودية التي فقدت رجلا خدمها بإخلاص كاتبا وصحافيا وإداريا. لقد فقدت السعودية عموما والوسط الصحفي خصوصا رضا لاري، الرجل الكريم والنبيل والجميل).. وقال عنه الدكتور عبدالله الغذامي: كان قمة صحفية على مدى عقود وكاتبا عملاقا وقويا ومؤثرا. فيما كتب جميل فارسي "رحم الله رضا لاري كان من ألطف الناس وأسرعهم بالتعليق الساخر إضافة لكونه محللا سياسيا بارعا، كم اختلفت معه في عدائه للناصرية وكم كنت أحبه".
أما محمود الصباغ فكتب "كان رضا لاري أحد أعلام صحافة مرحلة المؤسسات الصحفية. كان شديد السخرية، موفور الحيلة، حاضر النكتة.. قصصه الظريفة لا تنتهي. رحمه الله).