كما أثرى المثقفون والأدباء منابر سوق عكاظ والجلسات الخاصة في مقرات إقامة الضيوف بالنقاش والتباحث حول هموم الوسط الثقافي وسوق عكاظ كحدث تاريخي، أشعل مثقفون آخرون مواقع التواصل الإلكتروني للحديث عن "عكاظ" الذي احتل مساحة كبيرة من الحراك الثقافي.

وحملت صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" نقاشا وتفاعلا مع فعاليات السوق. القاص عواض شاعر العصيمي طرح محورا مهما أشعل به النقاش في صفحته على الفيس بوك، حين قال: "من غير المعقول أن يكون بالطائف 2000 مثقف ولا أثر لهم في الإعلام المحلي حتى الآن"، مشيرا إلى أن "التقارير الثقافية ونحوها تجري على قدم وساق هنا وهناك ولكن تلك التقارير والصور لا تعكس أبداً الأثر الثقافي من هذا العدد الضخم".

ومضى العصيمي يقول: "من المفترض أن تهتز لحضورهم الساحة الثقافية كلها، لكن هذا لم يحدث وقد يعود ذلك ربما لكون الإعلام الثقافي خائب ولديه كساح في الحركة، وإما أن العدد الحقيقي أقل بكثير".

وتفاعل دخيل الخليفة مع العصيمي ورد بقوله: "في أغلب بلداننا العربية يكون تسليط الضوء على مثقفي العاصمة" مستشهدا بأنه "في مصر يسمونهم أدباء الأقاليم ولا أحد يتذكرهم إلا حينما يصلون إلى القاهرة، وفي العراق يعيشون ويموتون في محافظاتهم ولا أحد يتذكر إلا أدباء بغداد ثم البصرة نتيجة تاريخها.. وأدباء المحافظتين لا يعرفون أدباء ميسان مثلا!! وفي سورية يبقى أدباء دمشق وحلب هم في المقدمة بفضل الإعلام، ولا أحد يعرف أدباء دير الزور.. إنها حالة تتكرر مع الأسف على رغم أن تلك المناطق تحمل إبداعا يفوق في أحيان كثيرة ما تقدمه العواصم". وجاء رد شاهر مشيرا إلى أن مشكلة المثقفين وغيرهم مع العواصم العربية أنها مراكز سياسية والباقي لها تبع، هي مدن الحكام والزعماء والرؤساء وأي حركة فيها حتى ولو كانت لا شيء تبدو أكبر من حجمها.

ورد العصيمي على أحد المداخلين في صفحته وقال: "أبحث لي عن مثقف يجيء لعاصمة عربية من أجل عيون الثقافة والأدب، إنما يجيء لكي يتفسح ويغير الجو، يأكل ويشرب وينام ويتجول مع الدليل الرسمي في باص فاخر داخل المدن المدرجة في برنامج الترفيه عن المثقفين، ثم يقول كلمتين قبل أن يسافر وقد أضاف إلى وزنه وأغراضه أشياء جديدة".

وبينما انتقد متابعو السوق وفعالياته دور القناة الثقافية المغفل لكثير من فعاليات السوق، تفاعل عضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي الدكتور عبدالله محمد باشراحيل، بأبيات شعرية سطرها على صفحته على الفيس بوك وقال:

أطلق بيانك هذي فرحة الزمن

جد القديم بنا من بعد ذي يزن

هذي عكاظ منار الشعر من قدم

تعود كالشمس بعد الليل في الوطن

عاد (امرؤ القيس) و(القس بن ساعدة)

وعاد (حسان) و(الخنساء) للعلن

وخيمة (النابغ )العالي قد انتصبت

وكان (خالد) نابغة لذا الزمن

أميرنا يا أمير الشعر أجمله

غنى به الناس والأطيار بالشجن

فعشت أغنية الأمصار ينشدها

صوت العروبة من نجد إلى عدن

وكان من مكة الإبداع مبعثه

فأنت مولودها كالروح في البدن

يا مبدع الشعر نستسقي مناهله

أندى قوافيك مثل العارض الهتن

أحييت من فكرك الوهاج من نبغوا

وكنت أكرم بالتكريم والمنن

يا(خالد الفيصل) المحبوب طلته

لله درك بالأمجاد أنت غني

لم تبق شيئا لمن جاؤا سوى أمل

يقفو خطاك فمن حسن إلى حسن

ولن تطاولك الأفذاذ قاطبة

وقد سكنت بدور الفن والفنن

من نفح عطرك كل العطر منتشر

يا من توشحت بالأخلاق والفطن

إني المحب وأهنا من مباهجكم

إن المحبة لا تبنى على دخن

أحب فيصل ذا التاج الذي ارتفعت

به الخلائق في الإنسان والمدن

ندعو له الله بالجنات وارفة

على ضفاف نعيم مترف وهني