أكد الجيش السوري الحر أمس رفضه الاقتراح الروسي المتعلق بوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية التابعة للنظام السوري تحت رقابة دولية، وذلك في بيان تلاه رئيس هيئة أركانه اللواء سليم إدريس، مطالباً بتعدي ذلك إلى محاسبة مرتكبي الجريمة. وقال "تعلن رئاسة الأركان رفضها القاطع للمبادرة الروسية، وتطلب من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بسحب السلاح الكيماوي. وتعدي ذلك إلى محاسبة مرتكب الجريمة ومحاكمته". كما جدَّد الائتلاف السوري المعارض في بيان وصف المبادرة الروسية بأنها "مناورة سياسية". وجاء في البيان "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يشكك في هذه المقترحات معتبراً إياها مناورة سياسية تهدف لكسب الوقت وإعطاء المهل لنظام أوغل بشراكة حلفائه في سفك دماء الشعب السوري. وهذه المبادرة تتطلب الثقة ببشار الأسد الذي قتل عشرات الألوف وأنكر امتلاكه للسلاح الكيميائي منذ أقل من أسبوع، كما تتطلب الثقة بالحكومة الروسية التي تواصل دعمها للنظام الدموي بالسلاح والمال ليقتل أبناء الشعب السوري". وأضاف أن أي مبادرة ستكون مقبولة للشعب السوري إذا تمت محاسبة كل المسؤولين عن ارتكاب الجرائم، وصدرت من الأمم المتحدة تحت البند السابع الذي يتيح استخدام القوة في تنفيذ القرارات الدولية. وتابع بيان الائتلاف "ما يحصل في سورية ليس حرباً أهلية شكلاً ومضموناً، بل ثورة شعب على سلطة استبداد أجبرته على رفع السلاح ليدافع عن تطلعاته في الحرية والعدالة والديموقراطية". واعتبر البيان أن ترك المجتمع الدولي الشعب السوري "وحيداً في مواجهة آلة القتل العشوائية، هو التعبير الأوضح عن الحالة المؤسفة التي وصل إليها من ضعف في المصداقية وتراجع في الأداء واستعداد لتقديم المصلحة المؤقتة على تطبيق العدالة الإنسانية". وكان عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية سمير نشار قد قال "للأسف نصاب بخيبات أمل متتالية نتيجة التأخير المتكرر للضربة، والتحولات في الموقف الأميركي، والصفقات التي تتم على حساب المعارضة السورية. وهذا التطور "لم يكن متوقَّعاً بتاتاً وشكَّل مفاجأة لنا". وأضاف "من شأن الضربة العسكرية الأميركية إحداث تغيير في توازن القوى، يعزِّز موقع المعارضة ويضعف النظام. أما اليوم، فيأتي الاقتراح الروسي كمحاولة سياسية تضليلية ستنجح في إبعاد الضربة بشكل مؤقت. والأهم أنها ستسمح لبشار الأسد بالمضي في القتل والتدمير. وكأنهم يعطونه إذنا بالاستمرار، إنما بغير الأسلحة الكيماوية التي لم يكن في الأصل يعترف بوجودها".
وفي ذات السياق قال المستشار السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد في تصريحات صحفية إن الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة والحصول على أسلحة وتحرير مناطق، معرباً عن اعتقاده بأن الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق، وستضعف قوات النظام، وقد تكون بداية إسقاط النظام".