ألمح أستاذ دراسات عليا في الأدب والنقد العربي مشرف رسائل ماجستير ودكتوراه في التخصصات الأدبية في جامعة سعودية إلى تغييره عدة أجزاء من مخطط طالبة دراسات عليا لرسالة برنامج ماجستير في الشعر العربي "الفصحى" لشاعر عربي، عاش في عصر الدولتين الزنكية والأيوبية، وذلك بعد استماعه لمحاضرة أكاديمي متخصص، استغرقت أكثر من 90 دقيقة متواصلة، احتوت على معلومات ومحاور علمية وأدبية وقصائد شعرية متعددة الأغراض والأوزان، جدير بإدراجها ضمن مخطط رسالة الماجستير قبل مناقشتها.

وأشار رئيس النادي الأدبي الدكتور ظافر الشهري، خلال مداخلته في نهاية محاضرة أستاذ الأدب والنقد في جامعة حماة السورية الدكتور راتب سكر، بعنوان "الأدب في عصر الدولتين الزنكية والأيوبية ..أسامة بن منقذ نموذجا" مساء أول من أمس في أدبي الأحساء، إلى أنه يشرف حالياً على رسالة دراسات عليا لدرجة الماجستير لطالبة سعودية بعنوان "أدب أسامة بن منقذ"، وهذه المحاضرة فتحت أمامه آفاقاً جديداً، قد تجعله يستبدل من مخطط رسالة الطالبة، وفقاً للمعطيات العلمية التي أشار إليها المحاضر في حديثه خلال المحاضرة، مبيناً أن المحاضر أثناء طرحه المقارنة بين "المتنبي" و"أسامة بن منقذ"، جعلته يعيد حسابات كثيرة في نقاط تلك الرسالة، وتمنى أنه استمع لهذا الطرح سابقاً، لأن الطالبة، أوشكت على الانتهاء من إعداد الرسالة، إلا أنه سيضيف تلك المحاورة والنقاط الجديدة في الرسالة قبل المناقشة، مشدداً على أن ذلك ليس عيباً، ولا منقصة، فالعلم باب واسع لم تقل الكلمة الأخيرة فيه بعد.

وأضاف الشهري أن هذه المحاضرة علمية أكاديمية "متخصصة"، طاف من خلالها المحاضر بأدب حقبة زمنية، طالما مررنا عليها مرور الكرام، وطالما اتهمت هذه الحقبة بالتخلف والانحطاط الأدبي، واتهامها بالإغراق بالمحسنات البديعية، وهو أدب يفتقد إلى العرف والمعنى، إلا أنه في هذه الأمسية، استمع الجميع إلى أبيات شعرية، غيرت الصورة النمطية التي رسخت في أذهان الأدباء، موضحاً أن كتاب "المنازل والديار"-الذي يعنى بهذه الحقبة الزمنية- قد قرأه، مرتين وفي كل مرة يشعر أن هذا الكتاب بحاجة إلى قراءة أخرى. وأكد مدير الأمسية عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء الدكتور غازي المغلوث، خلال تعقيبه على نقطة رددها كثيراً المحاضر في معرض محاضرته وهي "أن المثقف هو ذاته الأديب"، إلا أن مدير الأمسية خالفه الرأي تماماً بالإشارة إلى أن مصطلح المثقف خرج في القرن الـ19 الميلادي، ويقصد بالمثقف هو الشخص المهتم والمشترك في قضايا عصره وليس الذي يمتلك موهبة أدبية، وإنما الذي يمتلك موهبة أدبية يطلق عليه "أديب".