جاءت ردود أفعال المسرحيين على العرض الأول لمسرحية "الأعشى" متوافقة مع مطالب عدد من النقاد، الذين طالبوا بالاستفادة من تجربة "مسرح عكاظ" وتطوير الأداء وتلافي الملاحظات التي تتكرر في كل عام.

وقال المخرج المسرحي الدكتور شادي عاشور: إن مسرحية "الأعشى" التي عرضت مساء أول من أمس بالخيمة العكاظية، افتقرت للمعالجة المسرحية الجيدة، إذ كانت الحركة المسرحية مملة ورتيبة، علما بأنه يوجد مبررات للحركة المسرحية لخلق مشاهد على المسرح، وهذا أوقع المسرحية في إطار المسرح المدرسي، وإقحام مشاهد لا ضرورة لها لربما كان الغرض منها خلق احتفالية أو استعراضية، مما تسبب في إرباك العمل.

وبين أن استخدام الشاشة في العمل المسرحي "لا مبرر لها وليست مقبولة، ولا يلجأ لها إلا إذا فشل المخرج في إيجاد حلول مسرحية"، مضيفا "أصبحت المسرحية وكأنها مشاهد تلفزيونية واستخدام الشاشة يذكرنا بمسرح الجوالة" وقال "التصدي لمسرحية تعرض في سوق عكاظ يتطلب الأمر احترافية جيدة، فيما عدا ذلك فإن الإضاءة والخشبة الخاصة بالاحتفالية جيدة وموفقة".

وعزا عاشور هذه الجوانب التي أخلت بالمسرحية إلى أن الأيام التي تم الاستعداد للمسرح كانت قبل 10 أيام فقط من العرض وهي مدة غير كافية لإنتاج مسرحية لسوق عكاظ، حيث يفترض أن تكون البروفات لهذا العرض قبلها بمدة كافية لشهرين أو ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن المسرحية رغم الأخطاء بها إلا أنها مقبولة وأشاد بالممثل رياض الصلحاني.

بدوره قال الكاتب المسرحي فهد ردة الخارثي: "ما تزال المشكلة قائمة في مسرح سوق عكاظ، وينبغي أن يتوقفوا الآن لإعادة ترتيب الأوراق مرة ثانية فيما يقدم في كل عام ليكون بشكل مدروس".

وتمنى الحارثي أن "يسند الأمر لأصحاب الاختصاص"، ذاكرا بأنه ستكون هناك "إجادة لاختيار الطواقم والكوادر البشرية". وقال إن المسرحية يؤخذ عليها "الملل والرتابة، مع عدم دراسة لذاكرة الشخصية، إضافة إلى بطء الحركة المسرحية، إذ تحتاج التدريبات والبروفات على الأعمال الملحمية إلى وقت طويل جدا".

وبين الحارثي أن الأعمال المسرحية بسوق عكاظ على مر دوراته السابقة يعترضها مشكلة أخرى كونها تعرض لمدة أربعة أيام ثم تموت، إذ ينبغي أن يستمر العرض في أماكن متنوعة بتذاكر حتى يمكن الاستفادة منها".

أما المخرج المسرحي أحمد الصمان، فرأى أن إطالة الحوار والحركة المسرحية أديا إلى الملل وتوزيع الممثلين غير مناسب إضافة إلى عدم استغلال الصخرة الموجودة على خشبة المسرح الاستغلال الجيد، فهناك حلول إخراجية لتفعيل هذه الصخرة. واستدرك "مع هذا فإن السموجرافيا كانت جميلة في العمل المسرحي والإضاءة وأشكال الممثلين جميلة جدا، إضافة إلى ذكر بعض الأحداث التي لم تكن معروفة من قبل عن حياة الأعشى".