يعتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه أوفى بتعهداته للشعب الأمريكي منذ إعلان سحب آخر كتيبة مقاتلة من العراق قبل أسبوع، وتأكيده أن حرب العراق شارفت على نهايتها، أو كادت. ولكن كثيرين من الأمريكيين المتشددين الذين عاصروا عهد الحروب إبان ولايتي جورج بوش، يناقضون التفاؤل الذي أبداه أوباما على اعتبار أن الأزمات الداخلية التي واكبت عهده ما كانت لتحل بالمجتمع الأمريكي لولا اندفاعة الرئيس السلمية.
الأزمات الاقتصادية اُلبست إلى عصر أوباما، لأنه باعتقاد معارضيه من الجمهوريين أوقف، أو أراد أن يوقف حروب أمريكا في العالم، وناقض إدارة بوش في شعارها التغييري عن طريق سياسة "الهدم البناء".
ورث أوباما عن بوش حروبا متتالية تكاد لا تتوقف. في العراق، وفي أفغانستان، وفي الشرق الأوسط. دخلت الولايات المتحدة في العراق وفي أفغانستان في حروب مباشرة، وها هي تعلن بلسان رئيسها أنها ستضع حدا لها. أما في الشرق الأوسط فإن الأمر قد يكون مختلفا بعض الشيء، فحرب الواسطة التي خاضتها إسرائيل نيابة عن أمريكا، على لبنان عام 2006 وعلى غزة أواخر 2008 وبداية 2009 لم تعط النتيجة المتوخاة. والشرق الأوسط الجديد الذي نادت به وزيرة خارجية بوش في حينه كونداليزا رايس لم ير النور، لا بل تراجعت الأسهم الأمريكية في المنطقة أمام حفنة قليلة من المقاتلين.
حاول أوباما إنقاذ صورة أمريكا بالانفتاح على بعض أعدائها. ربما تكون المفاوضات التي ترعاها واشنطن يوم الخميس المقبل فاتحة لعلاقات طبيعية، إذا ما تم استيعاب الرفض الإسرائيلي.