غالباً ما يقودني هوسي بتجربة كل غريب إلى نتائج غير متوقعة، لذلك قد أتراجع في بعض الأحيان حينما أعيد التفكير قبل خوض غمار تجربة ما، وهذا ما كان سيحدث تلكم المرة في نيويورك، بيد أن حماس صديقي "خالد" لتجربة خلطة المطبخين: "المكسيكي والياباني" في آن واحد؛ جعلتنا نتغلب على مخاوفنا، ونتجه إلى ذلك المطعم الفريد، الذي يقع في حي "سوهو" الشهير بمطاعمه الغريبة وفنونه الراقية.
كانت فكرة مطعم "Taka Taka" بسيطة جداً، ولكنها ثورية تماماً في عالم الطهو، وهي تقديم الأطباق اليابانية على شكل "التاكو" المكسيكي، بالإضافة إلى تقديم الأطباق المكسيكية بواسطة "السوشي" الياباني! وهي فكرة لم يسبق أن قدمت من قبل، ولكنها وللحق كانت تجربة لذيذة، وبالذات تذوق نواتج هذا الانصهار المطبخي الغريب، ذلك أن المواد الأساسية والبهارات المستخدمة في كلا المطبخين تختلفان بشكل واسع، الأمر الذي أنتج أطباقاً جديدة تماماً، مما جعله ينجح بسرعة، وسط هذا الكمّ الهائل والمتنافس من مطاعم نيويورك، والطريف في الأمر أنه أمسى فرصة رائعة لمن يتمنى تناول السوشي لكنه لا يرغب في تناول الرز أو السمك النيئ! ولمن يحلم بتناول التاكو، لكنه يريده خفيفاً؛ وليس دسماً، كما في النسخة المكسيكية الأصلية!
ولكن قبل أن أقترح عليك بضعة أطباق من هذا المطعم الغريب، يجب أن تكون مستعداً لتجربة أشياء لم تسمع بها من قبل، وأن تكون تفتح فمك دون مناقشة! ذلك لأنها فرصة رائعة لأن تستّغل كافة حواسك هنا، والآن ما رأيك بتذوق زلابية حمراء محشوة بروبيان مقلي؟ أو تاكو تونة مقلية في زيت الصويا مع الحبوب في عجّة ذرة، ولا تنس حساء "الميسو" الياباني ولكن بالنهكة المكسيكية، وبالطبع مع بضع قطع من التوفو الياباني... وبالهناء والشفاء..