برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يُطلق أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لسوق "عكاظ" الأمير خالد الفيصل، مساء اليوم الدورة السابعة من مهرجان سوق "عكاظ" من على منصة خيمة "عكاظ" في تظاهرة ثقافية عربية يشهدها أكثر من 2000 مدعو من المثقفين والأدباء من داخل المملكة وخارجها.
وكان خادم الحرمين الشريفين "الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود"، بعث برقية إلى الأمير "خالد الفيصل" ينيبه فيها لحضور حفل افتتاح فعاليات "سوق عكاظ".
وقال الفيصل:"إن رعاية الملك للمناسبة تكسبه أهمية خاصة في الوقت الذي أصبح يحظى بمتابعة عربية واسعة، كون السوق ليس مجرد تراث، أو محض حديث عن الماضي، فقد أصبح نافذة تستشرف المستقبل كما أثمر عن فتح نافذة ثقافية على العالم تعكس الحراك الأدبي الذي تعيشه المملكة ".
وأكد أن سوق عكاظ يستمد نهجه من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله – الداعية لتبني التعايش بين الشعوب، وغرس وتأصيل سبل المحبة فيما بينها، وذلك عبر تبني السوق تلك المفاهيم من خلال أنشطته وبرامجه الثقافية والعلمية والفنية والتراثية، إضافة إلى أن ما يتم تقديمه من برامج وأنشطة جزء من رسالة التسامح التي تمثل نهج خادم الحرمين الشريفين الداعي للحوار، إذ إن تبادل الثقافات بين الشعوب يمثل أولى الخطوات على طريق تفاهمها وتقاربها، وخير دليل على ذلك دعوة مفكرين من "الصين"، لمناقشة "الأدب" و"الشعر العربي الفصيح"، وسيكون ذلك برنامجا سنويا في الدورات المقبلة".
وأوضح الأمير "خالد الفيصل" أن ما حظي به السوق من دعم من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، يعكس الحرص على دفع مسيرة الثقافة والأدب في المملكة، على وجه العموم، وسوق عكاظ على وجه الخصوص، نظراً لما يمثله السوق من قيمة ريادية وثقافية، عطفاً على التاريخ العريق، الذي يتمتع به، ما جعل منه منبراً ثقافياً يعيد تاريخ الأدب العربي، الذي انطلق من قلب جزيرة العرب، إلى الساحة من جديد".
وبيّن أن دعم سوق عكاظ من لدن القيادة، خلال الدورات الماضية، أثمر عن صناعة مشروع ثقافي ملموس، استطاع تجاوز جغرافية المكان، وتحول إلى نافذة ثقافية تعكس الحراك الأدبي، الذي تعيشه المملكة، كما أصبح محط اهتمام المهتمين بالشأن الثقافي من الدول العربية الشقيقية، ممن يحرصون على المشاركة في فعالياته ويتنافسون على نيل جوائزه، بالإضافة إلى الاهتمام والعناية بالثقافة والفكر والأدب وتشجيع العلوم الحديثة واستقطاب المواهب لبناء حضارة إسلامية ووطنية، تحمل على عاتقها إيصال رسالتنا إلى العالم، ولكي يعلم الجميع أن الدين الإسلامي دين بناء وعلم وإعمار"
وأشار الأمير "خالد الفيصل" إلى أن الخطة الاستراتيجية للسوق، أخذت بعين الاعتبار محاكاة أنشطة سوق عكاظ للأجيال، لا سيما وأنه لم يكن في سابق عهده مجرد تراث أو أحداث تدور في حقبة زمنية ولت، بل إنه يشكل منارة ثقافية واقتصادية واجتماعية تسعى لمد جسور التواصل بين الأجيال، وتستشرف الحاضر الذي يمثل لبنة الغد، وصولا إلى الاهتمام بالتأسيس، والمضي قدماً في صناعة حضارة مستقبلية تعنى بالإبداع والتميز العملي وتهتم بنشر الثقافة والمعرفة.
وأشار إلى أن عناية إمارة المنطقة، واهتمامها بسوق يأتي من منطلق سعيها الحثيث، لإعادة الاعتبار إلى مكانة سوق عكاظ الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية، والانطلاق منها إلى بناء مشروع نهضوي حضاري يعنى بمد جسور من الماضي إلى المستقبل، بالعناية بالإبداع والتميز العلمي، ونشر الثقافة والعلم والمعرفة، مبينا أن ما يقدم من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية، يتسق مع أهداف الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة، وتحديداً مع محور بناء الإنسان الموازي لتنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محلياً وإقليمياً وعالمياً،
وأكد على أهمية أن يكون للسوق هويته الرائدة التي تعكس الواقع الوطني لاسيما وأنه مبني على فكره الخاص المرتكز على الثوابت، والقيم والخصوصية الإسلامية، ومع فعالياته التي تتواءم وأهداف الخطة العشرية، واستراتيجية منطقة مكة المكرمة، المبنية على بناء الإنسان، وتنمية المكان لتصل المنطقة وإنسانها للمكانة المستحقة محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ويضع الأمير خالد الفيصل حجر الأساس لأكاديمية "عكاظ" للشعر، التي سيتم البدء في تنفيذها بعد نهاية فعاليات السوق مباشرة، ومبنى "نافذة عكاظ" للمستقبل، ومنطقة المعارض أحدث مشروعات السوق، ويلقي كلمة سوق عكاظ أمام المثقفين والأدباء، ويُلبس شاعر عكاظ بردته، ويسلم جوائز عكاظ للفائزين بها في هذه الدورة، كما يفتتح المعارض المصاحبة للسوق، ويتجول في جادة عكاظ، ويطلع على عروض الجادة.
ويشهد الأمير خالد الفيصل ندوة الشباب التي ستقام ظهر اليوم في جامعة الطائف، ويشارك فيها عدد من طلاب وطالبات الجامعات.
وتقدم الندوة عرضا لعدد من إنجازات الشباب من طلاب الجامعات واختراعاتهم العلمية ونتاجهم الأدبي، انطلاقا من أن السوق حلقة وصل بين الأجيال، وهمزة التقاء للماضي والحاضر والمستقبل.
كما تناقش الندوة الاستراتيجية الوطنية للشباب، وتُعرض الجهود التي نفذتها إمارة منطقة مكة المكرمة لدعم مشاريع الشباب وتبني أفكارهم وإشراكهم في استراتيجية تنمية المنطقة. إذ يستعرض وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري دور الشباب في وضع استراتيجية المنطقة، وما قدمته الإمارة لهم، إذ وضعت الشباب في أولى اهتماماتها من خلال مشاركتهم في وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية المنطقة التنموية، وفتحت لهم المجال لإبداء آرائهم وطرح أفكارهم، كما خصصت لهم حاضنات تستوعب مقترحاتهم ومشاريعهم المستقبلية، وشكلت لذلك عددا من اللجان، وأقامت ملتقيات شبابية، كما شاركوا في وضع استراتيجية المنطقة للخمس سنوات الماضية، وسيكون لهم دورة في الخمسة أعوام المقبلة، إضافة إلى اللجان التي أنشئت.
كما تناقش في الندوة بحضور وزير التخطيط والاقتصاد الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، الاستراتيجية الوطنية للشباب، والتي صدر توجيه سام كريم بتكليف وزارة الاقتصاد والتخطيط وعدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية بإعدادها، من أجل وضع خطة وطنية شمولية فاعلة لانخراط ما يقارب 4 ملايين شاب في العملية التنموية، وذلك من خلال تفعيل قدراتهم، ورسم السياسات والإجراءات التي تحقق طموحاتهم وآمالهم من جهة، وليصبحوا فاعلين ومنتجين في المنظومة الشاملة للتنمية في البلاد من جهة أخرى، منطلقة في ذلك من تعزيز المواطنة، اللبنة الأولى لرقي المجتمع.
الجدير بالذكر، أن حفل تدشين سوق عكاظ يتضمن عددا من الفقرات، أبرزها عرض لمسرحية الأعشى ـ الحدث الأبرز في سوق عكاظ لهذا العام ـ والتي سيستمر عرضها لمدة 5 أيام على مسرح خيمة عكاظ.