بينما تصرخ الإجازة ".. سيحوا في الأرض".. تقف المناطق والمدن بين اثنتين لا ثالث لهما، واحدة "طاردة" وثانية "جاذبة".. والفرق بينهما يكمن في المسؤول.
كثير من المدن "طاردة" لأهلها في الإجازات حتى لو جاءتها فرص ذهبية بلا جهد منها، مثل "الربيع"، الذي لم تستغله منطقة الحدود الشمالية، وقلة من المدن "جاذبة" للزوار في كل الأوقات؛ لذكاء مسؤوليها وحسن عملهم حتى ولو بلا فرصة.. ولو أقامت "السياحة" مسابقة لأكثر مدينة طاردة لتنافس على المركز الأول عشرات المدن لجدارتها بالجائزة..!
في السياحة يفترض أن كل منطقة تنادي السياح بالإغراء، وتحرص على إبقاء أهلها في مكانهم مع الإمتاع، ويفترض أن كل مدينة تتجمل للزوار في الإجازات.. حاولت بعض المدن استغلال الإجازات باستعراض مفاتنها، فأصبحت المهرجانات والفعاليات لا تعد ولا تحصى، ولكلٍّ ما يميل إليه، ولكل مدينة ما تتميز به، وفي النهاية.. الأرقام هي الفارق بين "الطاردة" و"الجاذبة".
منطقة الجوف من القلائل التي استغلت الإجازة بذكاء وبمهرجان "الزيتون" الذي يحقق نجاحات متتالية سنوياً ويفرض نفسه على المشهد السياحي بقوة، فلم تعد الجوف "متطرفة" بل أصبحت في "الجوف"، وأضحت سكاكا ودومة الجندل بيئة جاذبة.. رغم حاجتها إلى كثير من التطور في الخدمات والبنية التحتية.
حاولت "الجوف" أن تكون رقماً في السياحة، فنجحت وأصبحت عاصمة "الزيتون"، وحققت نتائج جيدة؛ ففي أسبوع العام الماضي تجاوزت مبيعات المهرجان 23 مليون ريال، ولا تزال تنجح.. وحاولت "بريدة" الاستفادة من ربيعها وأجوائها، فكانت عاصمة "الربيع" وزادت إيرادات الاستثمارات فيها وحركت أسواقها، ولا تزال تنجح.. وحاولت محافظة "طريف" أن تكون عاصمة "الصقور" وقد نجحت في مهرجانها السنوي رغم إقامته على بند "لله يا محسنين" حين عجزت البلدية، بعد ذلك النجاح تصدم طريف بإلغاء المهرجان هذا العام بلا إبداء للأسباب..!
سنوياً.. تكشف إجازة منتصف العام التي لا تتجاوز "أسبوعا"، قدرة بعض المدن على خلق فرصة استثمارية لتجارها، وفرص ترفيهية لسكانها، وتكشفت قدرة كثير من المدن على طرد سكانها..!
(بين قوسين)
التسويق ذكاء وفن.. فـ"دبي" سوقت لنفسها حتى أصبحت ملء السمع والبصر، وأصبح زوار مهرجان التسوق ينفقون نحو مليار دولار أسبوعيا.