أكد وكيل الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، رئيس لجنة متابعة دراسة التقييم البيئي والخطة الشاملة الاستراتيجية البيئية والاجتماعية والاقتصادية بجدة الدكتور سعد المحلفي، أن نسبة كبيرة من مصبات الصرف الصحي ستغلق خلال فترة قريبا، مستندا إلى تصريح شركة المياه الموطنية بأن شبكة الصرف الصحي في عام 2015 ستغطي من 80 إلى 90% من مدينة جدة، مشيرا إلى أن عدد المصبات البحرية وصل إلى نحو 350 مصبا بحسب الإحصاءات الأخيرة الملوثة للبحر الأحمر.

وقال لدى مرافقته للرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الدكتور عبدالعزيز الجاسر، أمس، في جولة بحرية على شواطئ جدة، للاطلاع على سير آليات المسوحات البحرية، وجمع العينات الخاصة بالملوثات البحرية للشواطئ، أن المشاكل البيئية والصرف الصحي والمياه البحرية في جدة جاءت نتيجة للنمو السكاني الذي طرأ على المحافظة في أواخر الثمانينات وأوئل التسعينات، مشيرا إلى أن هناك 85% من النمو المتسارع جرى خلال 10 إلى 15 عاما، مبينا أن المحافظة حاليا تمر بمرحلة نمو جديدة ومتواصلة، وهو الأمر الذي تحاول الخطة الشاملة معالجته، إذ إن النمو السكاني وكساء العمران إذا لم يكن خلاله بنى تحتية مواكبة ستكون هناك مشاكل أخرى والخطة الشاملة تطرقت لهذا الموضوع.

وأفاد أن الدراسة البحرية للتلوث في جدة شملت جميع مصادر التلوث، وتم توثيق التلوث في أي مكان سواء في الشاليهات أو أي مكان آخر على البحر، وستعرض نتائج الدراسة على رئيس الأرصاد لإقرارها ثم تعرض على الحاكم الإدراي للمنطقة الأمير خالد الفيصل؛ لاتخاذ القرار مع الجهات الأخرى للعلاج، مشيرا إلى أن الدراسة ما زالت في طور العمل، وهي في الربع الأخير من نهايتها، والمسح البحري سينتهي خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، كما أنه تقريبا من 70 إلى 80% من العينات البيئة البحرية تم أخذها وأرسلناها للمختبرات، والآن لدينا 5 فرق عمل وخبير في علوم البيئة البحرية يدرسون البيانات.

وأوضح محلفي، أنه في القريب العاجل سيكون لدينا خريطة للبحر تبين مكامن التلوث ومواقعه وأنواعه والثروة السمكية وأنواع الأسماك، لمعرفة إن كان هناك آثار على الصحة العامة، ومنها الأسماك المستوطنة التي تتغذى على قاع البحر، لافتا إلى أنه خلال شهرين أو أقل يكون لدينا خرائط تتبين الوضع البيئي للبحر في جدة، ووضع شواطئ جدة لتكون مثالية من ناحية التنظيف.

وعن نسبة التلوث، قال هناك تلوث في مناطق تأثرت على مدى 25 سنة بشكل متواصل بالصرف والنفايات، وبرامج لإعادة تأهيلها وفوجئنا بمواقع جيدة في شعاب مرجانية ممتازة وتنوع إحيائي، خاصة شمال أبحر وهناك مناطق استعادت صحتها، أهم شيء تقفيل المصبات والسيطرة على الملوثات، مشيرا إلى أن نسب التلوث من الممكن أن تحدد بعد نهاية الدراسة بعد شهرين.

من جهته، أجاب الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الدكتور عبدالعزيز الجاسر عن سؤال يتعلق بصب المياه المعالجة في البحر والاستفادة منها، بالقول: "هناك ضوابط للتخلص من مياه الصرف المعالجة، ونحن ندرس الوضع الحالي والخيارات المتاحة للاستفادة من مياه الصرف المعالحة بدلا من رميها في البحر، ونستفيد منها في تغذية المياه الجوفية أو أشياء أخرى، ومن خلال نتائج الدراسة نصل لخطة مستقبلية للتعامل مع المياه، وهي أحد مصادر المياه التي لا بد من النظر إليها جيدا، ونحن بلد شحيحة في المياه وقطرة الماء غالية، ولابد من الاستفادة من هذه المياه كرافد لأحد مصادر المياه الأخرى".