بدلا من أن تسعى وزارة التربية والتعليم لمعالجة قضيتين نشرتهما "الوطن" العام الماضي، حول كثرة الأخطاء الإملائية بتعاميم تعليم القنفذة، وإعفاء مدير التعليم لمشرفة تربوية رفضت الحديث المباشر مع رئيسها، طلبت الوزارة من مراسل "الوطن" بمحافظة القنفذة الزميل محمد المجدوعي، المثول للتحقيق حول نشر القضيتين.

وفوجئ المجدوعي أمس، باتصال من مدير المتابعة الإدارية بتعليم القنفذة، يطالبه بالحضور فورا للإدارة لوجود مفتش إداري من الوزارة مكلف من مدير عام المتابعة بالوزارة يوسف العمران بالخطاب رقم 3410 7016 وتاريخ 3/ 4/ 1434، أي بعد مضي 7 أشهر من التكليف بالتحقيق، إذ أخضعت إدارة التعليم الزميل الذي يعمل معلما لديها للتحقيق حول نشره قضيتين للإدارة.

ويعد طلب التحقيق أمس، الثالث للزميل المجدوعي بشأن الخبر المنشور بـ"الوطن" تحت عنوان "انتقادات لكثرة الأخطاء الإملائية بتعاميم تعليم القنفذة"، والذي تضمن تعميما لمديرة الصحة المدرسية، وبه عدد كبير من الأخطاء الاملائية، وموضوع آخر عن إعفاء مدير التعليم لإحدى المشرفات التربويات لرفضها الحديث المباشر مع رئيسها، وإعادتها فيما بعد لعملها بعد المطالبة بحقها، مما سبب ردة فعل لدى إدارة التعليم التي خاطبت مرتين مقر عمل الزميل للتحقيق معه.

ووفقا للمجدوعي، فإن رئيس المتابعة الإدارية بالقنفذة لوح له بوقف راتبه إن لم يحضر للتحقيق، إلا أنه تمسك برأيه، مشددا على أن القضية إعلامية وليست تربوية، وأنه على إدارة التعليم مخاطبة وزارة الإعلام الجهة المختصة بمثل هذه المواضيع، مما جعل تعليم القنفذة يرفع برفض الزميل لإجراءات التحقيق إلى وزارة التربية والتعليم.

وتساءل الزميل عن الصلاحيات التي تخول الوزارة التحقيق معه حول نشر مواد إعلامية رغم أنها من صلاحيات وزارة الإعلام، كونها موضوعات صحفية قدمها خلال تعاونه مع الصحيفة خارج وقت العمل الرسمي في تعليم القنفذة، مؤكدا أن الوزارة وجهت له تهم إفشاء أسرار العمل ومخالفة التعليمات، معتبرة أن ما قام به تشهير وليس تصحيحا للأخطاء.

واكتفى الزميل بتأكيده لمحقق الوزارة أن الخطابات التي حصل عليها هي خطابات معممة وليست سرية، وأن عمله متعاونا بصحيفة "الوطن" هي حرية شخصية يقوم بها خارج وقت العمل، مشددا على أنه سيواصل عمله وتقديم رسالته في مختلف المجالات، وسيقدم شكوى لوزارة الإعلام وديوان المظالم نظرا لما تعرض له من تعسف.

"الوطن" أجرت اتصالا بمدير التربية والتعليم بالقنفذة الدكتور محمد الزاحمي، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة، كما طلب المتحدث الرسمي بتعليم القنفذة يحيى الناشري معلومات الأمر السامي القاضي بأن مرجعية الصحف والصحفيين هي وزارة الإعلام، مؤكدا أنه لا يعلم عن هذا الأمر. كما أكد أنه سيعرضه على مدير التعليم للاتفاق على رد حول قضية استجواب الزميل المجدوعي من قبل الإدارة ووزارة التربية.