ما زالت ظاهرة المركبات المهملة والتالفة في حاضرة الدمام، تمثل مشكلة استعصت على الحل على الأقل في المستقبل القريب، خاصة في ظل غياب الحلول المباشرة والناجعة للتغلب عليها من قبل الجهات المعنية، فيما يأمل الكثيرون أن يخلو المشهد منها ذات يوم، بعد أن تسببت كثيرا في تشويه المنظر العام للأحياء السكنية.
ولم يقتصر التشويه على المنظر العام، بل يرى صالح الدوسري، من سكان حي النخيل بالدمام، أن الأمر تعدى ذلك قائلا: المركبات المهجورة والمهملة تمثل خطرا محدقا بالأهالي، خصوصا أن بعضها تحولت إلى حاوية نفايات، كما أن بعضها تمثل مأوى لبعض ضعاف النفوس وقد تستغل في إخفاء بعض المسروقات أو خلافه. وبين الدوسري أن الحي لا يخلو من عدد منها، حيث تركها أصحابها إما لعطل فيها أو لعدم مقدرتهم على إصلاحها أو لأن صاحبها تم نقله ولم يرغب في مركبته القديمة أو يكون قد وافته المنية. وطالب الجهات المعنية بإيجاد حل يزيح تلك السيارات عن الأحياء السكنية.
وشارك خالد أبورسيس زميله فيما يتعلق بخطورة السيارات المهملة، قائلا: أشاهد بين الفينة والأخرى بعض الشباب يتجمعون حول تلك المركبات إما بغرض سرقتها في حال مضى على توقفها أكثر من شهر، والبعض الآخر قد يستغل بعض القطع لبيعها في الحراج. ولفت إلى أن الأهالي يستغلون بعضها لإيجاد مساحة مكب نفايات في الصندوق العلوي، خاصة إذا كانت السيارة من نوع "البيك أب".
وفي ذات السياق، أوضح محمد المقاطي، أحد سكان حي ابن خلدون، أن الحي يوجد به أكثر من أربع مركبات مضى عليها نحو خمس سنوات ولم تتحرك من مكانها، مبديا استياءه من خطورتها كونها مفتوحة وقد تصلها يد عابث يستغلها في بعض الأمور التي قد تضر بالشباب أو قد تكون عرضة للسرقة والنهب.
من جهته، أكد الناطق الإعلامي لمرور الشرقية العقيد المهندس علي الزهراني لـ"الوطن" أنه يتم تشكيل لجان مشتركة من ثلاث جهات هي المرور وأمانة الشرقية والشرطة، لإيجاد حلول مناسبة لرفع المركبات المهملة والتالفة وإخراجها من الأحياء، خاصة القديمة، مشيرا إلى سعي إدارة المرور إلى التقصي والبحث عن سلامة أوراق المركبة واستدعاء صاحبها لحل الموضوع. وفي ذات السياق، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة الشرقية محمد الصفيان اهتمام الأمانة بهذا الشأن منعا لتشويه المنظر العام والتلوث البصري الذي قد تحدثه تلك المركبات المهملة. وأضاف أن الأمانة رفعت مؤخرا أكثر من 260 مركبة تالفة، علما بأن شهر شوال شهد رفع وحصر 74 مركبة في حاضرة الدمام، بعد أن عقد اجتماع تنسيقي بين الجهات المعنية لحصر جميع المركبات المهملة والخردة والمتهالكة بالمنطقة من قبل المرور وبالتعاون مع البلديات.