خلفت زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى بغداد أمس، ردود أفعال متباينة في الساحة العراقية كشفت عن تقاطع المواقف بخصوص الأزمة السورية.
فقائمة متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وصفت الزيارة بأنها محاولة لإيجاد اصطفاف عراقي إيراني رسمي لدعم نظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري، فيما قال عضو القائمة النائب أحمد المساري لـ"الوطن"، "إن الزيارة في هذا الوقت بالذات تحمل أهدافا تتعلق ببذل الجهد المشترك لحكومتي بغداد وطهران لبلورة موقف موحد يصب في صالح نظام الأسد". وأوضح أن "استمرار الأزمة السياسية بالعراق وسط التراجع الأمني الملحوظ وسوء الأداء الحكومي، يتطلب من المسؤولين أن يلتفتوا إلى تحقيق المصالح الوطنية".
وأعلن في بغداد أمس عن وصول المسؤول الإيراني في زيارة رسمية يلتقي خلالها رئيس الحكومة نوري المالكي وعددا من المسؤولين لبحث القضايا المشتركة بين البلدين. وطبقا لمصادر مطلعة فإن ظريف دخل مع المالكي في اجتماع مغلق.
ورحب ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بزيارة ظريف وعدها مهمة في المرحلة الراهنة. وقال النائب محمود الحسن إن "المستجدات في المنطقة وخاصة في ما يتعلق بالملف السوري تدعو العراق إلى أن يبحث الأمر مع الأصدقاء الراغبين في ضمان استقرار أمن المنطقة".
وفي السياق ذاته، أصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقرها في باريس بيانا جاء فيه أن زيارة ظريف تأتي امتدادا لزيارة قائد قوة "القدس" قاسم سليماني إلى بغداد في 27 أغسطس الماضي وتهدف إلى نقطتين اثنتين وهما سورية والمجاهدون. "فظريف المفوض من قبل خامنئي سيكلف الحكومة العراقية بالدعم الكامل لبشار الأسد في حال الهجوم الأميركي المحتمل عليه".
واستنكر تجمع الأطباء والأكاديميين لحماية والدفاع عن حقوق الإنسان زيارة ظريف. وقال عضو التجمع محسن الربيعي: "بكل صراحة، مكونات الشعب العراقي لا ترحب أبداً بقدوم وزير الخارجية الإيراني ولا يجوز الصمت حيال هذه الزيارة وعلى الشخصيات الوطنية وشرفاء العراق ألا يسكتوا عليها، كما أننا بدورنا نستنكر وندين الزيارة ونطالب الشخصيات الحكومية بأن لا تلتقي به".
وفي شان آخر، جدد العشرات من الإعلاميين والمثقفين والناشطين العراقيين، في حفل تأبيني أقيم استذكارا للذكرى الثانية لاغتيال الفنان والناشط المدني هادي المهدي، مطالبتهم بالكشف عن نتائج تحقيق اغتياله والمتورطين بارتكاب الجريمة.
ويعد المهدي واحداً من مؤسسي حركة التظاهرات الجماهيرية وقتل بمسدس كاتم للصوت، في شقته الواقعة في منطقة الكرادة، وسط العاصمة العراقية، في الثامن من سبتمبر2011 وسجلت الحكومة الحادثة ضد مجهول.
إلى ذلك تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التابع للقاعدة أمس موجة الهجمات التي استهدفت بغداد الثلاثاء الفائت وأوقعت أكثر من 50 قتيلا. وجاء في بيان أنه "استكمالا لسلسلة الضربات التي بدأها رجال الدولة الإسلامية في بغداد ...انطلق فوارس بغداد مساء الثلاثاء في غزوة ليلية ردا على الحملات الأمنية المتواصلة للجيش والشرطة في مناطق حزام بغداد". وأضاف أن "العمليات وقعت مساء وشملت أهدافا تم انتخابها بدقة"، علما بأن أغلب المناطق التي استهدفتها هجمات الثلاثاء كانت مأهولة.
وأشار البيان إلى أن الهجمات نفذت في "ذروة الانتشار الأمني في بغداد والمناطق المحيطة بها".