ذكر استشاري طب المخ والأعصاب الدكتور صبري محمد عبدالدايم أن التحكم والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والتدخين والسمنة والسكر يقللان من عوامل الخطورة بالإصابة بالسكتة الدماغية؛ لأن هذه العوامل هي السبب الرئيس في ارتفاع حالات السكتة الدماغية، مشيرا إلى أن معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية متساوية لدى النساء والرجال.

وقال الدكتور صبري عبدالدايم إن للسكتة الدماغية تعريفا لابد من فهمه جيدا كي نتفادى خطورتها، وهي انسداد في الأوعية الدماغية، مما يعرقل تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ ويحرم أنسجة المخ من الأوكسجين الضروري جدا ومواد التغذية الحيوية مما يؤدي إلى تعرض خلايا المخ للموت خلال دقائق قليلة، والسكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة، والعلاج الفوري لها أمر بالغ الحيوية والأهمية، إذ يمكن من خلاله تقليل الأضرار للدماغ ومنع المضاعفات المحتملة ما بعد السكتة.

وأضاف أن السكتة تكون عادة إما عن طريق جلطة أو نزيف في المخ.

وبين عبدالدايم أن تشخيص هذه الحالة معقد جدا، ولخبرة الطبيب دور كبير في ذلك، ويعتمد التشخيص على فحص جسماني، تصوير بموجات فوق صوتية (التراساوند)، تصوير الشرايين، تصوير مقطعي، تصوير بالرنين المغناطيسي، وتخطيط للقلب.

وأوضح الدكتور صبري أن أسباب السكتة الدماغية كثيرة ومنها التقدم في العمر وبالتحديد لمن هم أكثر من 55 عاما، وكذلك عامل ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، التدخين، مرض السكري، زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، أمراض القلب والأوعية الدموية، عيب في القلب، التهاب القلب أو عدم انتظام ضربات القلب، سكتة دماغية سابقة أو حدوث جلطة سابقة، وتناول الكحول واستعمال المخدرات.

وعادة ما تكون الأعراض عبارة عن صعوبات في المشي: حيث يشعر بدوخة، ويفقد توازنه أو يفقد القدرة على الحركة والكلام. وصعوبات في التكلم: يصبح كلامه متثاقلا أو قد يفقد القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما يحدث له. وشلل في جانب واحد من الجسم: قد يفقد الإحساس، أو يشعر بشلل نصفي (شلل في جانب واحد من الجسم). وصعوبات في الرؤية: فقد يعاني من تشوش الرؤية بشكل فجائي، وقد يفقد الرؤية للحظات قليلة، أو قد يعاني من ازدواج الرؤية، وأخيرا الصداع الذي يظهر فجأة دون سابق إنذار، الذي قد يكون مصحوبا بتشنج في الرقبة، آلام في الوجه، آلام بين العينين، وتقيؤ فجائي.

وأضاف أن المضاعفات المحتملة نتيجة للسكتة الدماغية تختلف باختلاف الجزء المتضرر من الدماغ، ولطول المدة الزمنية التي عانى الدماغ خلالها من نقص في تزويد الدم، يمكن للسكتة الدماغية أن تسبب مجموعة متنوعة من الإعاقات التي قد تكون مؤقتة، أو قد تكون مستديمة.

والأشخاص الذين يصابون بسكتة دماغية، أحيانا، يصبحون انطوائيين وأقل اختلاطا ومشاركة في الحياة الاجتماعية، قد يفقدون القدرة على الاعتناء بأنفسهم، لذا يحتاجون إلى رعاية دائمة من الأسرة لمساعدتهم في المهام اليومية، مثل النظافة الشخصية.

وشدد عبدالدايم على أن العلاج لابد أن يكون أسرع مما يمكن لمريض السكتة الدماغية وتلقي الإسعاف الطبي الفوري والعاجل فور الإصابة وهو أمر حيوي وحاسم جدا، ونوع العلاج يتعلق بنوع السكتة الدماغية وهو تزويد الدماغ بالدم بأسرع وقت ممكن، وإعطاء أدوية لزوبان التجلط في الدم في غضون ثلاث ساعات منذ لحظة ظهور الأعراض الأولى للسكتة الدماغية، والعلاج السريع لا يزيد فرص البقاء على قيد الحياة فحسب، بل يمكن أن يساعد أيضا في تقليل المضاعفات التي قد تنجم عن السكتة الدماغية. وقد يوصي الطبيب المعالج بإجراء عملية جراحية لفتح الشريان المسدود، جزئيا أو كليا. وتشمل هذه العمليات: (فتح الشريان الضيق أو تثبيت دعامة شبكية مرنة داخل التضيق). وتكون الجراحة مفيدة في معالجة السكتة الدماغية النزفية أو في منع السكتة الدماغية المقبلة، ويوصي الطبيب المعالج بأخذ علاج الأسبرين لعدم حدوث تجلط في الدم.