بعد احتجاز مراسل "الوطن" بمحافظة أبوعريش الزميل عبدالله سهل من قبل مدير الأحوال المدنية بمدينة أبوعريش عبدالله الحكمي، واتهامه بتصوير قسم الأرشيف واستدعاء الشرطة التي أوقفته وصادرت جواله حتى كتابة هذا التقرير؛ تكشف الصحيفة تفاصيل احتجاز الزميل الذي ذهب لمقابلة مدير الأحوال لأخذ رأيه في وضع المبنى وإيصال مطالبات الأهالي بتوفير مبنى جديد لتذمرهم من سوء المبنى الحالي وتهالكه، حيث تفاجأ الزميل بعد دخوله إلى المبنى بادّعاء أحد الموظفين أنه صور قسم الأرشيف، وهو ما دعا رجل الأمن المتواجد بمصادرة جواله وتسليمه لمدير الأحوال أثناء دخوله المبنى بعد صلاة الظهر.

ويقول سهل "حاولت إفهام الحكمي حول سبب تواجدي وطلبت منه التأكد من جوالي الذي كان بحوزته للتأكد من قيامي بالتصوير من عدمه لكنه رفض ذلك، ومنعني أكثر من مرة من الرد على اتصالات أسرتي التي عانت نفسيا وتزايد قلقها بعد بلوغها نبأ توقيفي، لافتا إلى أنه أصر على موقفه واتهامي بأني أنا من أثرت قبل أيام قليلة قضية تهالك المبنى بنشر صور المبنى على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك".

واستغرب الزميل سهل إصرار الحكمي على عدم التأكد من الجوال، وقيامه بعمل محضر ووضع الجوال داخل ظرف مع المحضر مستدعيا الشرطة التي نقلتني عند الثانية ظهرا إلى التوقيف بمقرها للتحقيق معي"، ويضيف الزميل "وبتفتيش الضابط لجوالي تأكد له عدم وجود أي صور للمبنى، وبعد كفالتي من أحد زملائي بمكتب "الوطن"، ماطلوا في إخراجي من التوقيف لمدة ثلاث ساعات، واحتفظوا بالجوال لديهم حتى الآن".

"الوطن" تواصلت مع الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة العقيد عوض القحطاني، إلا أنه أفاد بعدم توفر المعلومات لتمتع المعنيين بالإجازة الأسبوعية.

من جانبه، أكد محافظ أبوعريش محمد بن ناصر بن لبدة، على "احترام الصحافة وتقدير دورها الريادي طالما كان وفق ضوابط العمل الصحفي"، موضحا أن "الموضوع مازال تحت جمع المعلومات لتحري الدقة حياله".

وقال أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان في تصريح إلى "الوطن" أمس، "نود طرق مثل هذه القضايا إجرائيا وإداريا للاطلاع على الحقيقة، مضيفا أن النظام الإعلامي واضح وللصحفي الحق في الاطلاع على المعلومات والوصول إليها بالطرق المشروعة"، مؤكدا أن معظم الدوائر الحكومية متاحة عدا الدوائر المحظورة وهي معروفة، مشيرا إلى أن الصحفي واجه وسيواجه المتاعب في مهنته.

إلى ذلك طالب أهالي أبوعريش الجهات المختصة بسرعة النظر في مبنى الأحوال ونقله إلى مبنى جديد، مؤكدين أن المبنى الحالي يعتبر سيئا جدا ومتهالكا وصلاحيته منتهية، وقال عمر السهلي بمجرد دخولك إلى مبنى الأحوال المدنية ستجد نفسك وكأنك ذاهب إلى ورش السيارات وستجد داخل المبنى سيارة متهالكة في استقبالك غطيت بطربال، وأثاثا مرميا بكل الجوانب وملفات مرمية على الأرض، مبديا استغرابه من عدم معالجة الوضع مطالبا في الوقت نفسه المسؤولين بنقله إلى مبنى جديد.

وأضاف وحيد حمزي، المبنى يقع في نفس الحي الذي أسكنه، مشيراً إلى أنه من أكثر المتضررين منه نتيجة الإهمال الذي يصاحبه، فما إن ينتهي الدوام حتى تجد النفايات في الشارع والكراسي والطاولات والمظلات مرمية على الأرض فضلا عن أن المبنى من الداخل أوضاعه سيئة ولا يعتبر دائرة حكومية، وناشد محمد أحمد المسؤولين بجازان سرعة التحرك لنقل المبنى المتهالك قبل سقوطه على رؤوس المراجعين والموظفين، فالمبنى غير صالح وغرفه ضيقة ونظافته سيئة مبديا استياءه من الوضع المخجل الذي تعيشه الأحوال المدنية بأبوعريش.

"الوطن" تواصلت مع الناطق الإعلامي للأحوال المدنية بجازان يحيى الحكمي، الذي أوضح أن رسالة من الزميل سهل وصلته تفيده بتواجده بفرع الأحوال بأبوعريش، نافيا أن يكون قد سمح له بالتصوير، مشيرا إلى أنه أفاده ببحثهم عن مبنى بديل وأن عليه أن يركز على الإيجابيات، وأعاد ما حدث للزميل نظرا لدخوله قسم الوثائق، مؤكدا أن أحوال أبوعريش ستنتقل إلى مبنى آخر خلال 6 أشهر. إلى ذلك، فإن صورا خاصة، وصلت إلى "الوطن" عن طريق مصادرها، لحال الأرشيف وقسم الوثائق الذي اتهم الزميل بتصويره، في حين أنه لم يفعل ذلك، فضلا عن أن جواله لا يزال لدى الشرطة، إذ توضح صور الأرشيف مدى الإهمال وتناثر الوثائق الحساسة، وعدم حفظها بطريقة آمنة في حال شب حريق أو خلافه، فضلا عن إمكانية ضياع كثير منها.