أعادتنا فترة التسجيل الثانية (الشتوية) إلى دوامة مشاكل اختيار اللاعبين الأجانب، ولا سيما أن الأندية الخمسة الكبار التي تتنافس جماهيرياً وإعلامياً وبطولياً غيرت على أقل تقدير (نصف) أجانبها، الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب، والمؤسف أن بعضها لم يكن لأسباب فنية، بل لعدم توافق أو خلل في العمل والانضباطية.
لذا من المؤكد أن بعض هذه الأندية سيتقدم وبعضها سيتأخر أو سيواجه مشاكل فنية، لأسباب أهمها ضعف الانسجام، في مرحلة مهمة وانتقالية إلى المنافسة بقوة على ثلاث بطولات: دوري جميل، وكأس ولي العهد وكأس الملك، دون أن أغفل أندية أخرى لها أحقية المنافسة على بعض هذه البطولات.
الأكيد أن الأندية التي غيرت نصف أجانبها وفاوضت بقوة في أكثر من جانب لدعم صفوفها بلاعبين محليين، تبرهن أمام الملأ على ضعف عملها في فترة الصيف منذ انتهاء الموسم الماضي، وبعض الفرق تعاني منذ سنتين في مراكز معينة تحدث عنها الجميع.
ووجدت هذه الأندية نفسها في موقع حرج جداً وسابقت الزمن في الفترة الشتوية لتدارك مشاكلها الفنية والعناصرية، وستكون الأجهزة الفنية تحت مقصلة النقد أكثر قسوة ودقة ومتابعة.
دخلنا مرحلة الحصاد لجميع الفرق سواء التي تنافس على البطولات أو التي تبحث وتقاتل بقوة لتفادي الهبوط. وبالتالي سيكون الصراع أكثر قوة وندية وستتأزم الأمور على عدة أصعدة ولا سيما بين المتنافسين في مباريات الديربيات أو الكلاسيكو، في وقت تتطلع بعض الفرق للعودة لمنصات الذهب بعد طول غياب أو من يريد أن يستعيد هيبته، أو من يريد أن يؤكد حميميته مع المنصات الذهبية.
سنراقب من ينجح من المدربين في الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة، ومن يعزز قوته وتفوقه، وقدرة بعض الفرق على تجاوز العقبات الأصعب في أهم مرحلة تتطلب وجود البدلاء الأكفاء وتحمل أعباء المرحلة التي تتطلب جهدا وكفاحا وثقة وقدرة على التعامل إيجابيا مع تداخل المباريات المحلية والخارجية.
تعمدت عدم التفصيل في بعض الفرق كي لا أهمل بعض الإيجابيات ومن منطلق أن الرؤية تختلف من شخص لآخر، وهذه رؤية عامة تخص أفضل وأقوى الأندية البطولية والجماهيرية والإعلامية، مع حفظ حقوق الفرق الأخرى وعدم إغفالها.
وهنا أنتقل إلى الناديين المتجاورين التعاون والرائد اللذين عجزا عن سداد الديون وحل الشكاوى التي أوصدت الأبواب عن الناديين في تسجيل لاعبين. وكلاهما متطوران مع أفضلية واضحة هذا الموسم للتعاون الذي وصل للمركز الثالث ويتساوى الآن مع الأهلي نقطيا ويتأخر بفارق الأهداف، ولديه استقرار قوي فنيا وعناصريا وإداريا، ونجح في ضم لاعبين أجانب يصنفون من الفئة الأولى في مستوى النجومية والتأثير إيجابيا.
ولذا ربما نشاهد هذين الفريقين في مراكز أفضل مع عدم إغفال أن استعادة بعض الفرق التي أشرت إليها في بداية المقال ستحول دون طموحات الرائد والتعاون، وفي المقام ذاته ستحفزهما ولا سيما التعاون المتقدم للبقاء في واجهة الترتيب.
أما الفتح الذي كان بطلا في العام الماضي ومع إطلالة الموسم الحالي فسبق وتحدثت عنه في أكثر من مقال، وهو الآن في طور استعادة وهجه بعد أن مر بمرحلة اعتيادية وطبيعية، في ظل ما ناله من وهج ومديح واهتمام مختلف لدى الفرق الأخرى التي تواجهه كبطل. ومن المتوقع أن يكون حضوره أفضل وأقوى في القادم علما أنه سيواجه ضغطا جديدا بمشاركته في دوري آسيا.
نأمل أن نشاهد الأفضل والأجمل والأكثر تشويقا.