علي الطاير


بدأ العام الدراسي الجديد وعاد أبناؤنا الطلاب إلى كراسي الدراسة وسط أجواء يسودها الأمل بعام دراسي مليء بالنجاحات وتحقيق الطموحات لأبنائنا ولوطننا، في ظل منظومة متكاملة من الخدمات المقدمة لأبنائنا الطلاب فقد أصبحت معظم المدارس جاهزة لاستقبالهم ومهيأة بكل الوسائل المعينة لهم لبدء العام الدراسي.

ولا شك أننا نشهد تحدياً كبيراً، يتمثل في مؤثرات مهمة على ثقافة أبنائنا الطلاب، متمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي أصبحت الشغل الشاغل لأبنائنا صغارا وكبارا وأصبحت ملازمة لهم لا تفارقهم ومؤثرة بما ينشر فيها من غث وسمين، ولا شك أن أعداء استقرار هذه البلاد لم يفت عليهم مثل هذا الأمر فأصبحوا يحيكون الرسائل المفخخة بأفكارهم الحاقدة بعناية فائقة يهدفون من خلالها إلى زرع الفتنة بين أفراد المجتمع ونشر الإشاعات الكاذبة التي قد يصدقها العامة وصغار السن بحكم عدم إدراكهم لما يحاك ضد بلادهم، وقد شاهدت بنفسي طلابا بالمرحلة المتوسطة يتبادلون عبر "الواتس" خبرا مكذوبا وهم مصدقون للخبر، ومتشائمون من مضمونه.

وهنا يبرز دور المدرسة والمجتمع لتبصير هؤلاء الطلاب بما يحاك من مؤامرات وكذب على بلادنا وقيادتنا ونشره بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي مع الاستدلال ببعض الرسائل الكاذبة وتفنيد كل ادعاء باطل بالأدلة والبراهين وإبراز جهود الدولة حفظها الله وما قدمته لمواطنيها بشكل عام وللتعليم بشكل خاص، وأقترح أن يكون هناك أسبوع توعوي على مستوى وزارة التربية والتعليم لتعريف طلابنا بما يحاك ضد بلادهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بهدف زرع الفتنة والتشكيك بمنجزات الوطن وتأليب الرأي العام، وأن تضطلع كل مدرسة بدورها التربوي وتثقيف أبنائنا الطلاب وتعريفهم بأن الناقمين والحاسدين لهذه البلاد كثر فلا يكونوا أداة في أيديهم وآذانا صاغية لأفكارهم، بل لبنات صالحة تحافظ على المنجز وتقف في وجه كل متربص ببلادنا، تنبذ كل فكر دخيل وخبر مكذوب، وتستطيع فلترة ما تقرأه من رسائل وأخبار ولنبني جيلا محصنا بدلا من أن نتركه فريسة للناقمين على بلادنا وأمننا واستقرارنا.