لا تظن أبدا أن ذروة الخبر هي أن تكتشف معلما أجنبيا لا زال على رأس الوظيفة في قلب واحدة من أكبر المدن السعودية، رغم أن أبناءنا إما في الطابور الطوووويل وإما في الخرخير. هذه معلومة بسيطة قد نستطيع هضمها بحبة "سنا" وقليل من "السنوت". ولا تظن أيضا أن ذروة الخبر الأخرى تكمن في أن ذات المعلم الأجنبي يدير وحتى يكاد أن يمتلك مدرسة خاصة لتدريس وتعليم ألف وافد من أبناء جاليته إلى ذات المدينة. ولا تظن أبدا أن ذروة الخبر "الثالثة" تكمن في أن كل أجهزة إدارة التربية والتعليم لم تستطع، بل فشلت أن تضع القفل على باب مدرسة أهلية خاصة مخالفة لكل ما شئت أن تتخيل من الأنظمة والقوانين. ألف طالب مع عشرات المعلمين يذهبون كل يوم إلى مدرسة خاصة، تحاول إدارة التربية والتعليم أن تطبق عليها ولو ربع ورقة من نظام المدارس الأجنبية، ولكنها تكتشف أن كل هذا "الهيلمان" الحكومي أضعف من نفوذ مالك متستر، وأدهى من هذا أن نفس المالك يعمل معلما في مدرسة للحكومة. ذروة الخبر في القمة الرابعة تكمن في جملة شاردة قالها مسؤول رسمي من سفارة هذه الجالية الأجنبية الكريمة، من أن هذه المدرسة الأجنبية الخاصة، هي جزء من استثمارات تنظيم أجنبي محظور في بلاده وفي بلدي، وأن نصف أرباحه من هذه المدرسة ومن غيرها على خارطة وطني، يحول إلى خزائن هذا التنظيم المحظور. هنا تستطيع أن تشرب الماء البارد، وأن ترتاح قليلا؛ لأنك عرفت على الأقل سر هذا النفاذ والنفوذ اللذين قاوما كل أوراق القوانين والأنظمة، وأجبرا إدارة التعليم أن تستسلم في نهاية الأمر، وأن تبلع بـ"السنا والسنوت" كل قراراتها بإغلاق هذه المدرسة. صار نفوذ هذا التنظيم المحظور ـ ولدينا لا في منشئه وبلده ـ أقوى من كل نظامنا الإداري التربوي المعلن. الذي حمى ذروة الخبر الأولى في رأس هذا المقال بكل ما فيها من الغرابة، هو من حمى ذروة الخبر الرابعة بكل ما فيها من الورق والبراهين.