دأب أحد المهتمين بالتراث في مكة المكرمة منذ أكثر من أربعين عاما في تجميع الأثريات القديمة إلى أن أنشأ متحفا أطلق عليه "متحف التراث الإنساني"، الذي يعتبر واحدا من سلسلة المتاحف الوطنية التي أنشئت لخدمة الموروث السعودي بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، ويضم أكبر عدد من الأثريات القديمة التي تعود إلى العهد السعودي كما يحوي عددا من الأثريات القيمة والقطع الثمينة والعملات المعدنية والورقية، حيث عكف مؤسسه نحو 40 عاما من عمره في جمع وحفظ ما يقع تحت يده من قطع أثرية حتى وصل إلى 31 ألف قطعة.

مجدوع الغامدي "معلم متقاعد"، مؤسس "متحف التراث الإنساني" بمكة المكرمة يستهويه جمع التراث فجمع وحفظ كل ما وقع تحت بصره ويده من قطع أثرية، قال لـ"الوطن": إن الهدف من المتحف الذي أسسته عام 1424 تعريف الشباب بتراثهم القديم ومساعدتهم في بحوثهم كمعدي رسائل الماجستير والباحثين والمصممين، وأطمح للوصول إلى جعل المتحف مرجعا لكل من أراد معرفة تراث أجداده وأن يجد من يدعمه في إيجاد المكان الواسع لوضع تلك الأثريات، حيث تعود بعض القطع إلى ما قبل الميلاد.

وبين الغامدي أنه تفرغ تفرغاً كاملاً لجمع التراث، حتى أصبحت لديه آلاف القطع الأثرية، فأنشأ متحفه الذي أسماه متحف التراث الإنساني وبدأ يطوره ويوسع نشاطاته وجمع من جميع أنواع التراث من ملبوسات من مختلف مناطق المملكة والدول الأخرى وأدوات الحرف المهنية من زراعة ونجارة وحدادة وخياطة كما جمع الأجهزة من مسجلات وتلفونات والمكاوي التي تعمل بالفحم والكاز وعددا كبيرا جداً من الأسطوانات وجمع أيضاً الأواني المنزلية من أباريق وصحون وغيرها وجمع كذلك كمية كبيرة من السلاح الأبيض من السيوف والرماح والجنابي بأنواعها المختلفة, وكذلك السلاح الذي يعتمد على البارود مثل: البنادق الهوائية والمسدسات التي تعود لمئات السنين، وهناك أيضاً الآلات الموسيقية القديمة مثل الكمنجة والعود والطبل والمزامير وغيرها الكثير. كما جمع الآلاف من العملات بجميع أنواعها التي تعود للدولة الأموية والعباسية وغيرها, منها المعدنية ومنها الورقية ولا ننسى المخطوطات والمنشورات الثمينة والقيمة التي يحويها المتحف مثل القرآن الكريم بمختلف الخطوط في أزمنة متعددة وكذلك الكتب الدينية والمنشورات مثل: الصحف والكتب الدراسية القديمة والقرارات الحكومية وغيرها، ويشمل المتحف أيضاً على الخشبيات مثل الأبواب والشبابيك القديمة وغيرها وكذلك يحتوي المتحف على النقوش الحميرية والقطع الفخارية والحفريات والأعداد الأولى من الصحف القديمة كصحيفة صوت الحجاز وقريش والحرم والقبلة وغيرها كما يضم (10) صخور قديمة بها نقوش وغيرها.