تتميز منطقة نجران وتشتهر عن غيرها بالصناعة والتجارة في مجال التعدين، وذلك بوجود أكثر من عشرين شركة متخصصة لاستغلال خام الجرانيت في مركز بئر عسكر شمال منطقة نجران، والذي يمتاز بالإقبال الواسع عالمياً، إذ توجد الشركات المستوردة له بصورة مستمرة في المنطقة، نظراً لتميزه بالجودة العالية واللون المتميز.

ويوجد بالمنطقة لونان من الجرانيت غير موجودة في أي مكان بالعالم بنفس الجودة والتركيب المعدني، وهما اللون البني بدرجاته من الفاتح إلى الغامق، واللون الأحمر القرمزي بدرجاته من الفاتح إلى الغامق أيضا، ويعتمد تنفيذ هذا اللون في كثير من المشاريع المحلية منها توسعة الحرمين الشريفين والمشاريع الملكية والمشاريع الحكومية.

وتم البدء في استغلال الخام منذ أكثر من ثلاثين عاما، ومن ضمن الشركات الرائدة في هذا المجال: الشركة الدولية للرخام والجرانيت المحدودة "بن لادن"، وشركة مصنع السعودية للرخام والجرانيت "مجموعة الحربي"، وشركة تنهات للتعدين، وشركة البحر الأحمر للتعدين، والتي تعمل جميعها باشتراطات وإشراف من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية وتوجيهات محددة في عملية استغلال الخام والمحافظة عليه بمعدل شهري محدد يتم استخراجه على هيئة كتل ويتم إرسال منتج هذه الشركات إلى المصانع المخصصة للقص والتصنيع في كل من: الرياض، والدمام، وجدة، ورابغ.

كما أسهمت هذه المصانع في توظيف عدد كبير من الكوادر السعودية سواء في خط الإنتاج أو التسويق للمنتج محليا وعالميا، ويتم تصدير المنتج النهائي على هيئة ألواح مقصوصة حسب رغبة العميل أو الشركة المستورده للمنتج عبر الموانئ السعودية لشتى أنحاء العالم، وتعتبر هذه الألوان الموجودة في نجران من أجود أنواع الجرانيت السعودي وتنطبق عليه جميع المعايير العالمية، من حيث القساوة والتماسك واللون وسهولة التصنيع، ويحمل مسميات عديدة تسويقية عالمية منها (TROPICAL BROWN –NAJRAN BROWN –DESERT BROWN

VIOLITTA RED)، ولا يكاد يخلو أي معرض من المعارض المقامة عالميا من وجود هذا المنتج ويحمل اسم مدينة نجران. وقال رئيس الغرفة التجارية الصناعية بنجران مسعود آل حيدر، إن الغرفة تقدم التسهيلات لكافة المستثمرين في مجال التعدين ولا تألوا جهدا في تقديم الخدمات لهم بكافة الأشكال وفي كافة المجالات، مشيرا إلى أن من أهم أسس تنمية الاستثمار في مجالات التعدين، استقطاب الشركات ذات العلامات التجارية العالمية المشهورة للتوجيه والاستثمار في نجران، مشيرا إلى أن المناخ الاستثماري في المنطقة أصبح أكبر جاذبية من أي وقت مضى، وذلك في ظل التسهيلات، التي وجه بها أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله، وتقديم أفضل الخدمات وتوفير المعلومات الاستثمارية للراغبين للاستثمار في نجران.

وأشار آل حيدر، إلى أن من أهم العوامل الجاذبة للاستثمار أيضا الدعم الحكومي المتمثل في توجيه الأولوية في منح قروض بنك التسليف للمناطق الواعدة، التي تعد منطقة نجران واحدة منها، إضافة إلى قروض صندوق التنمية الصناعي التي تصل إلى 75% من رأسمال المشاريع الصناعية، مؤكداً أن نجران تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية في العديد من القطاعات، ومن أهمها قطاع التعدين والتحجير وتجارة الجملة والتجزئة، وهناك تفاؤل كبير بحجم الأثر الذي سيحدثه المنتدى في دعم جهود تنمية الاستثمار في المنطقة.

ولفت آل حيدر إلى دور الغرفة في الجوانب المحفزة للاستثمار في نجران، إذ تم تطوير مركز المعلومات لتوفير المعلومات الحديثة للمستثمرين، كما تم تفعيل مركز البحوث لإعداد دراسات الجدوى لأهم الفرص الاستثمارية، ودراسة معوقات الاستثمار وتقديم الحلول لها.

يذكر أن منتدى الاستثمار الأول شهد توصيات وأوراق عمل حول الاستثمار في مجال التعدين بالمنطقة، وتمحورت العديد من الجلسات بالمنتدى حول "مملكة المعادن" شارك فيها مساعد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور عبدالله العطاس، ومدير التنقيب بهيئة المساحة الجيولوجية حسان المرزوقي، حول "التركيبة الجيولوجية للمنطقة وأهم المعادن المتوفرة للاستثمار"، أكد خلاله مدير وحدة المشاريع الفنية بوزارة البترول والمعادن للثروة المعدنية المهندس أحمد فقيه، وكبير جيولوجيين رئيس وحدة إصدار الرخص التعدينية بوكالة وزارة البترول والمعادن للثروة المعدنية نبيل سليمان، أن قطاع التعدين يعتبر من القطاعات المهمة في تنويع الاقتصاد، وأن المملكة تهدف إلى استقطاب المستثمرين لاستغلال الخامات المعدنية المتوفرة وإقامة الصناعات التحويلية.

وتطرق مدير الإدارة الاقتصادية بوكالة وزارة البترول والمعادن للثروة المعدنية المهندس وليد عطار، وكبير جيولوجيين رئيس وحدة رخص محاجر مواد البناء بوكالة وزارة البترول والمعادن للثروة المعدنية نبيه أحمد، إلى فرص الاستثمار التعديني في المملكة، ومنطقة نجران التي تتميز بتنوع البيئة الجيولوجية وتوفر العديد من الخامات المعدنية الفلزية واللافلزية في شتى المحافظات التابعة للمنطقة، وأشارا إلى أن الدراسات الجيولوجية أدت إلى تحديد العديد من المكامن والرواسب الغنية بالمعادن مثل الذهب والفضة والنحاس والزنك والرصاص والمعادن المصاحبة الأخرى، وكذلك المعادن الصناعية المختلفة مثل الجرانيت والحجر الجيري والصلصال والجبس، ومواد البناء المختلفة مثل مواد البحص والرمل والردميات، وقدمت الدعوة للمستثمرين للاستفادة من الفرص والتسهيلات الممنوحة من كافة القطاعات والدوائر لاستغلال المميزات التي تتميز بها نجران أرض الفرص اللا محدودة.

وكشفت وزارة البترول والثروة المعدنية في تقرير لها، أن إيرادات المستثمرين في قطاع التعدين في المملكة فاقت 16 مليار ريال خلال عام 2010، في حين بلغ حجم الاستثمارات في القطاع أكثر من 100 مليار ريال، مؤكدة أن قطاع الاستثمارات التعدينية شهد نقلة مميزة في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، إذ بلغ عدد المناطق المحجوزة للتعدين 280 مجمعاً تعدينياً تزيد مساحاتها على 64 ألف كيلومتر مربع.

وجاء في التقرير، نتيجة للتنوع الجيولوجي للمنطقة، فقد اهتمت وزارة البترول والثروة المعدنية بالدراسات الجيولوجية في نجران منذ أكثر من 45 عاماً، وبلغت عدد الرخص التعدينية سارية المفعول في منطقة نجران 78 رخصة تعدينية إجمالي مساحاتها أكثر من 292 مليون متر مربع، وفيما يتعلق بصناعة أحجار الزينة، فإن منطقة نجران وفقاً للتقرير يتوفر فيها الجرانيت بألوان فريدة من نوعها في العالم، من أهمها النوع المسمى: بني نجران أو براون نجران، والنوع المسمى "فيوليتا ذو اللون الأحمر القرمزي"، ويبلغ عدد الرخص التي منحتها الوزارة لاستغلال الجرانيت 55 رخصة، تغطي مساحة 13 كيلومترا مربعا تنتج ما لا يقل عن 165 ألف متر مكعب من الجرانيت سنوياً.