يبدو أن العمل الدبلوماسي والسياسي الذي مارسه الأمير فيصل بن تركي عندما كان في سفارة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأميركية أكسبه تجربة ثرية وعمقاً في التعامل مع الأشخاص والأحداث، ويظهر ذلك جلياً عندما يشعر العاملون من حول كحيلان أن لهم دوراً فيما وصل إليه هذا النصر الجميل، والحال الاستثنائي الذي يعيشه فريق العالمي هذا الأيام.

هذه الدبلوماسية الكحيلانية جعلت الجميع يعيشون هذا الشعور لدرجة أن البعض "صدق نفسه" واعتقد أنه ساهم فعلاً في بناء هذا الفريق مالياً وإدارياً وفنياً، ولكي نكون واضحين وصادقين مع جماهير نادي النصر أقول إن الأمير فيصل بن تركي هو وحده دون غيره من تحمل عبء إعداد هذا الفريق مالياً وإدارياً وفنياً، وكان جريئاً في اتخاذ القرارات الخاصة ببناء الفريق، وكانت نظرته بعيدة جداً لإعداد فريق سعودي آسيوي لا يشق له غبار كما قال سموه في بداية تسنمه إدارة النادي.

إن الضغوط الجماهيرية والإعلامية وأحياناً الشرفية التي تعرض لها فيصل بن تركي طوال السنوات الخمس الماضية تحملها هو وحده، واستمر صامداً، وأعرف أن سموه كان في بعض الأحيان تحوم أفكار كثيرة في رأسه، لكن النضج السياسي والدبلوماسي في شخصيته جعله يستمر بثبات عال يواجه أعاصير ورياح ومطبات، وكان الآخرون يتفرجون وأحياناً يضحكون.

واليوم هناك من يريد أن يأخذ نصيبه من كعكة بناء هذا الفريق البطل، صحيح أن تحقيق البطولات بأمر الله سبحانه وتعالى، ولكن إعداد الفريق بهذا الشكل المتميز يسجل بأحرف من ذهب للأمير فيصل بن تركي حتى وإن حاول سموه أن يتواضع ويقول النجاح للجميع.

كنت في النادي وأعرف أموراً كثيرة، ولم أكن أرغب في طرح هذا الموضوع لولا أنني لاحظت أن هناك من يحاول أن يقتطع من الكعكة وينسبها لنفسه.

لا شك أن هناك جهودا بذلت من هنا ومن هناك من أشخاص داخل الإدارة أو خارجها ولكن هذه الجهود طبيعية يقوم بها أي شخص وليست أعمالا بطولية أو أشياء خارقه للعادة، البطولة الحقيقية هي الرهان على بناء الفريق بهذا الشكل الرائع، والشكر لله أولاً، ثم للشخص الذي بذل وقدم أموالاً وصمد كثيراً واتخذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب وبجرأة عالية ودون تردد، هو وحده من يجب أن يذكر فيشكر، وهذا كله حدث دون أن يغضب كائناً من كان، لقد استهزأ البعض بفكره وبقراراته وبدعمه، واليوم يتصدرون المشهد ليضحكوا على الجمهور النصراوي الواعي الذي عاش المرحلة القاسية في السنوات الماضية لبناء هذا الفريق المرعب، وكانوا يتدخلون ويتداخلون لاستمرار الوضع، ولكن هيهات مع البطل الحقيقي وصانع الإنجاز، وهذا الكلام لا يعفي الأمير فيصل بن تركي من بعض الأخطاء الطبيعية البسيطة التي تحدث في أجواء الأندية وتعاقداتها وظروفها.

كل ما أتمناه أن ننسب الفضل لأهله وألا نبحث عن أمجاد شخصية غير حقيقية لمجرد أن الفريق تصدر وظهرت ملامح البطل والبطولة.