استغل مقاتلو الجيش الحر حالة الارتباك الواضحة في صفوف القوات الحكومية وانهيار معنوياتها بعد تأكد توجيه ضربة عسكرية أميركية، وحققوا تقدماً كبيراً في منطقة القلمون شمال العاصمة دمشق، التي تحولت من منطقة هادئة نسبياً إلى ساحة مواجهة عنيفة. وبدأت عناصر الجيش الحر بالتحرك في المنطقة للسيطرة على اللواء 20 الذي ينتشر وبحوزته الكثير من المعدات والذخائر. وأدى الهجوم إلى السيطرة على ورشة الإصلاح وحقل الرماية التابعين للفرقة الثالثة. كما سيطر الثوار على أربع كتائب في اللواء 81 الذي يعتبر أكبر قوة مدرعة تابعة لقوات النظام. وتمتاز هذه المنطقة بكثرة وجود القطع العسكرية الاستراتيجية الموجودة فيها. كما تضم أسلحة متطورة كتلك التي في مستودع دنحا الذي سيطر عليه الثوار مؤخراً واستولوا على الكثير من الصواريخ المضادة للدروع والدبابات. كما تعد المنطقة حلقة وصل بين وادي بردى والحدود اللبنانية السورية من جهة، وبين محافظة حمص ودمشق من جهة أخرى. كما ستسمح للثوار بحرية التحرك نحو الغوطة الشرقية.
وكانت معارك عنيفة قد دارت في مناطق متفرقة من ريف دمشق وحيي جوبر وبرزة بالعاصمة دمشق منذ صباح أول من أمس بين مقاتلي الجيش السوري الحر من ناحية وقوات النظام ومليشيات الشبيحة التابعة له من طرف آخر، وسط قصف عنيف ومكثف أوقع قتلى وجرحى ودمر العديد من المنازل. إلى ذلك تواصلت المعارك في بلدة معلولا التي تقع في نفس المنطقة، حيث لا تزال تشهد عمليات كر وفر بين الجيش النظامي والجيش الحر. وأفاد ناشطون بأن قوات النظام لا تزال تقصف البلدة بالمدفعية، بعد أن سيطرت عليها فصائل المعارضة المسلحة. وبثت بعض مواقع الإنترنت مقطعاً يظهر أحد قادة الجيش الحر وهو يخاطب جنوده بعدم التعرض للمدنيين والكنائس في المدينة، متحدثا عن "رباط الأخوة في الوطن ودور عناصر المعارضة في حماية المنشآت الدينية". وفي مدينة سراقب قرب إدلب قالت الهيئة العامة للثورة إن عدداً من الأشخاص قتلوا وجرحوا في قصف استهدف المدينة. كما أكدت أن جنود النظام المتمركزين على جبال الفرقة الرابعة قصفوا مدينة داريا، مما أدى إلى اشتعال حرائق ضخمة في منازل المدنيين. وفي دوما أسفر قصف صاروخي عن سقوط جرحى معظمهم أطفال. وفي ببيلا بريف دمشق أيضا أسفر القصف عن أضرار مادية كبيرة.
إلى ذلك نشرت تركيا قوات إضافية لتعزيز حدودها الطويلة مع سورية، تحسباً لتدخل محتمل ضد النظام السوري، وأوضحت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن قافلة من 20 آلية تشكل المدرعات القسم الأكبر منها، انتشرت فجر أمس على الحدود السورية عند بلدة يايلاداغي في إقليم هاتاي. وتحدثت الوكالة عن تعزيز القوات المحتشدة منذ بداية النزاع السوري في 2011 في مناطق حساسة على الحدود المشتركة خصوصا في غازي عنتاب الجنوبية.