لم يحدث أن شهدْتُ في وسائل الإعلام هذا الكم من الرسائل التي توجه إلى وزير في الأيام الأولى من توزيره، كما حدث مع الأمير خالد الفيصل.
عشنا مع هموم التعليم، وما هموم التعليم إلا هموم الوجود والمستقبل. وما هذا الكم المهول من الرسائل الإعلامية إلا أياد على قلوب، تعي وتدرك خطورة المهمة، وأهمية المرحلة، وتعرف أن الرجل الذي توجه إليه الرسائل يقرأ ويسمع ويرى. وستكون لأطنان الكلمات هذه -مهما ثقلت- وقفة بين يديه، بحلوها ومرها، كانت كأنها تقرير أمة مشفقة إلى رجل مشفق، وتذكرني بتقرير (الأمة في خطر) الذي رفعته لجنة جاردنر إلى الرئيس رونالد ريجن عام 1982، وهي لجنة تكونت من 18 خبيرا من القطاعين العام والخاص، كلفها الرئيس بكتابة تقرير عن التعليم في أميركا، وقد وصل من قوة الكلمات في التقرير ما يخيف كقولهم: "وإذا حاولت قوة أجنبية معادية أن تفرض على أميركا أداء تعليميا متوسطا مثل التعليم الموجود اليوم، فيجب أن ينظر إليها على أنها حالة حرب"! وبناء على ما وصلت إليه اللجنة وضعت 38 توصية، تمحورت في فئات رئيسة منها: المحتوى، والمعايير والتوقعات، والوقت -تجدون تفاصيلها في الإنترنت- وأحدثت سجالا إعلاميا حول التعليم لم تشهد له أميركا مثيلا من قبل. وهذا هو حال الأمم التي تضع مستقبلها نصب أعينها، لا يتوقف فيها أبدا هذا السجال حول التعليم.
وأختم بأجمل ما قرأت في هذا المجال: أن "التعليم الميت يهتم بأن يجيب الطالب على أسئلة، من؟ ومتى؟ وأين؟ وماذا؟ بينما التعليم الحي يجيب على أسئلة: لماذا؟ وكيف؟".