عندما اختار سعادة الأخ الكريم الدكتور عبدالعزيز بن تركي العطيشان أو بالأصح، عندما قبل عضوية مجلس الشورى كآخر ألقاب سيرته الذاتية العطرة فهو إنما يقبل التحول من الخصوصية إلى مقعد الشخصية العامة. تماما مثلما قبلت لنفسي ذات الدور حين تورطت في عالم الكتابة اليومية. وبالتالي يجب أن نقبل النقد وأن نرضى بالاختلاف، وأنا واثق تماماً أن أخلاق (أبووليد) وتربيته الشخصية ومكانته الأسرية الاجتماعية لن ترضى أبداً أن تتحول تغريدة تويترية قلتها إليه بعد مقابلته التلفزيونية الشهيرة إلى حفلة شتم مثلما لن يرضى لأخيه الذي لا يعرفه أن يحمل في جيبه جهازاً صغيراً تحول إلى قاموس من السباب لأنه (العطيشان) وأنا (علي سعد الموسى) لمجرد الفوارق في الموقف أو الاسمين. لم أتعود على النفاق في المواقف مثلما لم أبحث في حياتي عن الجماهيرية والشعبوية. وجهة نظري الشخصية أن (أبا الوليد) في مقابلته التلفزيونية الشهيرة استنجد بالشعب والجمهور حين فقد القدرة على الاتصال بدوائر القرار فيما فوق، وهذه قراءتي لجملته الأشهر في المقابلة. وجهة نظري الأخرى، أنني أربأ بمثله وسيرته وكعضو بمجلس الشورى ألا يفهم دوافع المنحة السعودية بثلاثة مليارات للبنان، وألا يستثير عواطف الجمهور بهذه الجملة لأنه أول من يعرف أن بلده دفعها حفاظاً على الأمن القومي السعودي حتى وإن (هزمني) بالآلية والطريقة. وجهة نظري أن مقارنته للوضع الصحي بدولة مثل بنجلاديش وللإسكان بشعب مثل مصر هي مجرد استمالة مفضوحة لعواطف الشعب والجمهور، وهي استمالة عواطف خاطئة لشعب في ظروف إقليمية مضطربة، وفوق هذا: هي مقارنة خاطئة بالبراهين لا تصح منه كفرد مجرد ولا يمكن قبولها من عضو بمجلس الشورى. وجهة نظري أن عبدالعزيز بن (تركي العطيشان) اتصل في مقابلته بـ(من تحت) حين فقد القدرة على الاتصال (بمن فوق) وسأقولها (لأبي الوليد) إننا من قبل قد مررنا بهذه الآلية مع غيره من الشخصيات الكبرى التي جربت من قبله هذه الوسيلة. فقط: أتمنى منه أن يقرأ دوافع موقفي الوحيد المختلف بين آلاف طارت بجمله الصارخة. هو معي سيتفق أن الموقف الوطني لا يقبل المساومة.