استحضرت "علا رجب" فكرة مشروعها "البيت الحجازي" من حرص واهتمام عائلتها منذ فترة طويلة بتجهيز وإعداد "التعتيمة" الحجازية في المناسبات، وخاصة فطور أول أيام عيد الفطر، وتهافت الجيل الجديد، وبشكل كبير على الوجبات السريعة، والتي أثبتت معظم الأبحاث أنها سبب رئيسي في ارتفاع نسبة البدانة بين أفراد المجتمع، خاصة الأطفال، واندثار معظم العادات والتقاليد الأصيلة التي كانت سائدة بالماضي.
قالت رجب لـ"الوطن": "يتخصص مشروع البيت الحجازي في إعداد الأكلات القديمة بروح عصرية، بهدف إحياء العادات والتقاليد القديمة الجميلة، والمحافظة على تراث الآباء والأجداد، وتسويقها للزبائن من العائلات والحفلات، والمناسبات الخاصة والعامة"، مشيرة إلى سعيها لأن "يصبح هذا المشروع دليلا لكل التراث الحجازي، وعلامة مسجلة تجول حول أنحاء العالم بإذن الله".
ومن أبرز المأكولات التي تعدها للسفرة الحجازية، أو سفرة التعتيمة، تقول رجب "الفول والأجبان بأنواعها، والحواضر مثل الزيتون، والمش، والليمون المخلل، وفلفل البيت المخصوص، والعريكة، والهريسة، ومربى القرع، والشنني، وجميع أنواع المربات والحلويات القديمة كاللدو، واللبنية، والشريك، والخبز الحجازي الخاص".
وعن الأدوات التي تستخدمها في الإعداد والتجهيز وما تتميز به السفرة الشعبية التراثية، تقول "أستخدم كل الأدوات القديمة لاستحضار الجو التراثي الجميل، على سبيل المثال أستخدم الراديو، أو الفوتوغراف، أو الملاعق، أو البراريد القديمة، أو حنبل زمان، وكل ما يخطر على البال، ويخدم البيت الحجازي، ويضيف طابعا تقليديا جميلا عليه، فعندما نخلط أصالة القديم مع تقدم الحديث نوصل الفكرة بإبداع". وعن السبب خلف إقبال الشباب على التعتيمة الحجازية في عصرنا الحاضر، تقول رجب إن "سفرة التعتيمة بطبيعتها متنوعة زاخرة بأصناف كثيرة ترضي جميع الأذواق والأعمار، وشعاري الذي أحرص عليه هو "هوية حجازية بروح عصرية"، وبتطبيق هذا الشعار يمكن الوصول لعقول فئة الشباب بطريقة تقديم وعرض الأطباق، حيث يلعب ذلك دوراً مهما في جذب الشباب لمثل هذا النوع من الطعام، مشيرة إلى أن ديكورات الأطباق المقدمة للعميل فن لا بد من الاهتمام به، لكي يشعر العميل بالرضا أمام ضيوفه.
وأوضحت رجب أن ما تتميز به سفرة البيت الحجازي هو تقديم الطعام التقليدي في بوفيهات حديثة، مع تجسيد الديكور القديم، وربط الحاضر بالماضي، "فهذا الأمر يجعل العميل يعيش زمن الأجداد والآباء، ويثير بداخله حنينا للتراث الأصيل".
وعن العقبات التي واجهتها في بداية الحياة المهنية، تقول: "بفضل من الله وحمده لم تواجهني أية عقبات رئيسية تعيق عملي، بل على العكس، وجدت تشجيعا واهتماما، ولكن من الممكن أن أواجه صعوبات، وهي نفسها التي تواجه كل سيدة أعمال، مثل صعوبة الحصول على التراخيص اللازمة، وإيجاد العمالة السعودية المدربة والملتزمة، بالإضافة إلى عدم توفير الدعم المادي والإعلامي، وكذلك عدم توفر الدعم الفكري من رجال الأعمال لتشجيع الشباب، والاستفادة من خبراتهم العملية في التجارة، كما أنني أجد صعوبة في عقد الاتفاقات مع المحلات الكبرى للتعريف بالمنتجات".
ونصحت علا المرأة السعودية بالانخراط في المجال المهني، لما له من آثار إيجابية عليها، وعلى المجتمع، فهي بذلك تقوم بتأدية خدمة تجاه بلدها، وتساعد على القضاء على البطالة، ودعتها إلى التحلي بالصبر والتأني، والدراسة الدقيقة للمشروع قبل البدء فيه، حتى تتمكن من جني ثماره.
وتمنت رؤية المرأة السعودية تتبوأ مراكز قيادية في القطاعين العام والخاص، وقالت إن "الاتجاه السائد الآن هو توفر الدعم اللامحدود للمرأة لكي تأخذ مكانتها الطبيعية في المجتمع، ولا غرو في ذلك، لأن 50% من المجتمع يتكون من الإناث، و"قد حان الوقت لإعطائهن الفرصة الكاملة لتحقيق الطموحات.