بعد أن تبارى الشباب والأهلي قبل عامين حتى آخر رمق في آخر مباراة بالدوري لحيازة اللقب الذي كسبه الشباب بجدة بصعوبة بالغة، ها هما يتباريان في الفشل هذا العام على عدة أصعدة.
يا ترى هل التنافس خارج الملعب بتصريحات (شوشرية) أتى أكله إلى داخل الملعب؟
هذا جانب، والسبب الآخر ضعف المتابعة في التقييم الفني، ربما لعدم وجود لجنة فنية متخصصة في الناديين، أو لفردية القرار.
والأغرب في هذا المقام أنهما كانا في أحسن حال تدريبياً ومادياً ومعنوياً، لكنهما خسرا التقدم في مشوار دوري آسيا فتتالت المشاكل وتفاقمت حتى وصلا إلى أسوأ حال فنياً ونتائجياً.
الناديان على قدر كبير من الملاءة المالية، وكانا مضرب مثل في استراتيجية الصرف وعدم التأخر في دفع الرواتب، وجلبا أغلى اللاعبين والمدربين، لكنهما خسرا الكثير مالياً وعناصرياً وتدريبياً.
فالشباب وبعد أن أعطى البلجيكي برودوم (الخيط والمخيط) لم تمر سنة من كسب الدوري الذي كان يحمل اسم (دوري زين) إلا وهو خارج البلاد. وتزامنت معه خسارة النجم والهداف ناصر الشمراني الذي كسبه الهلال كأقوى صفقة في السنوات الأخيرة.
والأكيد أن الشباب كسب مادياً، وعوّض بنايف هزازي لكنه أيضاً خسر لاعبين آخرين وأحضر أجانب أقل من سابقيهم فصارت التركة البلجيكية هماً كبيراً عى قلوب الشبابيين، ولم يفلح خلفه (إيميليو) الذي كان مساعداً له، في انتشال الفريق، يصاحب ذلك تردد في الاستغناء عنه.
والأغرب أن الشباب ظل متأخراً عن سداد ديونه وتسليم مسيرات الرواتب إلى ما قبل خمسة أيام تقريباً، وهذا تأكيد للمشاكل المالية التي يعاني منها خالد البلطان الذي لوح بالابتعاد منذ بداية الموسم..!
أما الأهلي فإن مدربه الجديد على الكرة السعودية البرتغالي فيتور بيريرا حضر بفكر مختلف وبأسلوب صارم جداً، وتكاثرت أخطاؤه دون أن يصحح بعضها برضا (السكوت) الذي يغلف موقف الإدارة ورئيس أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله، ولم ينجح خبراء الأهلي في مواجهة المشاكل وتصحيحها، تاركين الجمل بما حمل للمدرب الذي يبدو أن أهم شروطه أن يسير بالفريق (وحيداً)، ولذا خسر لاعبين نجوماً (بحق وحقيقة)، وما زال يتقدم خطوة ويتراجع عشراً، ولم ينجح اللاعبون الذين استقدمهم حتى الآن، وفي مقدمتهم (المهاجم) الكوري سوك الذي يسير على خطى سابقين له من جنسيته. ومن خلال إصرار المدرب على تغيير نجوم بحجم فيكتور وبرونو تكبد النادي خسائر فنية وكذلك مادية، ما لم يكن انتقالهما دون دفع باقي العقد. والواضح أن لدى المدرب فكراً تدريبياً عال جداً، وفي أجزاء من بعض المباريات يظهر الأهلي سريعاً ومرتباً ويفقد فرصاً سهلة لعدم وجود مهاجم قناص، لذا ربما تكون مباراة النهضة التي كسبها بثلاثية مفتاحاً لما هو أفضل وأجمل، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يواصل قياديو الأهلي الصبر على بيريرا أم تتسبب نتيجة ما في إلغاء عقده؟!
هذا السؤال له علاقة بما أشار إليه المدرب بعد الفوز على النهضة وهو (يبشر) الأهلاويين بمواهب جديدة من إنتاج الأكاديمية، مشيداً بمستوى ريان الموسى ومحمد الحارثي، وأنه سيمنح لاعبين آخرين الفرصة نحو مستقبل مشرق لقلعة الكؤوس.
والأكيد أننا سنراقب بيريرا إن كان سيرفع قيمة الموسى والحارثي أم يسير على خطى من سبقوه في تحطيم المواهب.
ومما يعزز ترقب مباريات أقوى أن الأهلي والشباب يعملان على منافسة التعاون وخلفهم الاتحاد والفتح طمعاً في المركز الثالث.