أكد نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أن المملكة من أكبر الدول المانحة وشريك رئيس في التنمية الدولية، وأنها لم تألُ جهدًا في السعي لتحقيق الاستقرار في أسواق البترول العالمية فيما يخدم استمرار مسيرة النماء للاقتصاد العالمي.
وتطرق لجهود المملكة في تبني مبدأ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وإيجاد آليات لتعميق التفاهم بين الشعوب وتعزيز التعاون والسلم المبني على الاحترام الديني والثقافي المتبادل بين المجتمعات الإنسانية، واستنادا لذلك جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2008؛ التي أثمرت مؤخرا عن افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فينا.
استقرار الشرق الأوسط
وشدد الأمير عبدالعزيز على دور المملكة بالتعاون مع المجتمع الدولي لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تدهورًا؛ خاصة الأزمة في سورية وإمعان النظام السوري في دمشق في زيادة القتل للشعب السوري بجميع أنواع الأسلحة، مؤكدا للجميع أن المملكة ستقف دائما وأبدا مع مصر ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره.
وقال في كلمته بالمنتدى الخليجي السويسري الذي بدأت فعالياته أمس في جنيف "وبالرغم من أن منطقة الخليج العربي تشهد في الوقت الراهن عقدا يزخر بفرص واعدة تبشر بالتطور والنمو والازدهار، نتيجة للسياسات الحكيمة لقيادات هذه الدول لتسخير مداخيلها المالية لتنمية الإنسان وتحقيق التنمية في هذه المجتمعات، وذلك في إطار الالتزام بنظام الاقتصاد الحر الذي زاد من زخمه ظروف العولمة، إلا أنه لا يمكن أن نغض الطرف عن التحديات التي تواجه دول المنطقة، التي يتطلب الاستعداد لها الإعداد والتخطيط على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
أمن الطاقة
ومضى يقول "وفيما يخص أمن الطاقة فإن المملكة لم تألُ جهدا في السعي لتحقيق الاستقرار في أسواق البترول العالمية فيما يخدم استمرار مسيرة النماء للاقتصاد العالمي، وفي هذا الصدد لا يمكن إغفال أن أمن الطاقة لا يقتصر على أمن الإمدادات لكن يتعداه إلى أمن الطلب أيضًا وتلافي التذبذب في الأسعار، وعدم استهداف البترول بضرائب تمييزية".
وقال الأمير عبدالعزيز بن عبدالله "تعد المملكة من أكبر الدول المانحة وشريكاً رئيساً في التنمية الدولية، حيث أكد التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن المملكة تتصدر دول العالم بالتبرعات الخيرية لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية لعام 2008، ويقدر إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة للدول النامية خلال الثلاثين عاماً الأخيرة نحو 103 آلاف مليون دولار استفادت منها 95 دولة نامية، وبما يتجاوز النسبة المستهدفة للعون الإنمائي من قبل الأمم المتحدة من الناتج المحلي الإجمالي للدول المانحة البالغة 0.7%.
الإرهاب الدولي
وعن ظاهرة الإرهاب الدولي قال "بات مصدر خطر على الجميع، وما زالت الأعمال الإرهابية تختبر تصميمنا على محاربتها وتمتحن عزيمتنا على التصدي لها، والمملكة باعتبارها من الدول المستهدفة بالإرهاب، قد دانت الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وحققت نجاحات ملموسة في التصدي له ولله الحمد، وانضمت إلى كافة الاتفاقات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، وعقدت المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بمدينة الرياض عام 2005 الذي تبنى مقترح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، تحت مظلة الأمم المتحدة"، وتابع "وتأكيدا لدور المملكة الفعال في هذا المجال فقد قدمت المملكة 10 ملايين دولار لإنشاء المركز كما أعلن خادم الحرمين الشريفين مؤخرا عن تبرع المملكة بـ100 مليون دولار لدعم أعمال المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتفعيله تحت مظلة الأمم المتحدة.
دشن مبنى السفارة بالعاصمة السويسرية
برن: واس
دشن نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، المبنى الجديد لسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الاتحاد السويسري في العاصمة برن. وأوضح في تصريح له أن سفارة خادم الحرمين الشريفين في برن مبنى قديم تم ترميمه على طريقة سفارات المملكة في الخارج. وقال "إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لها علاقات متميزة مع دول العالم أجمع في المجالات كافة".