أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اجتماعه مع عدد من النواب أمس أنه واثق من أن الكونجرس سيوافق على التحرك العسكري في سورية، وأن لديه خطة أوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الأسد. ودعا إلى تصويت برلماني عاجل، موضحا أن خطته ستكون محدودة النطاق، ولن تكرر حروب أميركا الطويلة في العراق وأفغانستان. كما أبدى استعداده لمعالجة بواعث قلق المشرعين بخصوص التصريح باستخدام القوة الذي طلبه البيت الأبيض.

إلى ذلك وجَّه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تحذيرا لنواب الكونجرس بأن حكومته لن تتحمل مسؤولية تراجع مصداقية الولايات المتحدة، إذا رفضوا السماح للإدارة بمعاقبة الأسد. وكشفت صحيفة واشنطن بوست أن كيري طالب بمنح أوباما الضوء الأخضر لتوجيه ضربة عسكرية لنظام دمشق. وأوضح خلال مؤتمر هاتفي مع عدد كبير من أعضاء الحزب الديموقراطي بمجلس النواب "نحن أمام منعطف تاريخي، فإما أن نمضي في سياسة الولايات المتحدة كدولة رائدة في العالم ونتحمل مسؤولية الكبار، وإما نتقاعس ونغض الطرف عن جرائم نظام الأسد، وفي كل الحالات فإن مصداقية الولايات المتحدة باتت على المحك".

وأضافت الصحيفة أن المؤتمر الهاتفي ضم إلى جانب كيري وزير الدفاع تشاك هاجل، ومستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي سوزان رايس، ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، ورئيس الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي. وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنيست إن الرئيس أوباما التقى في وقت متأخر مساء أول من أمس، عددا من قادة الكونجرس وشرح لهم الأسباب التي تدعوه إلى ضرب النظام السوري والأدلة التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الأميركية وصور الأقمار الصناعية التي تثبت تورط دمشق في الهجوم. كما التقى في وقت متأخر السيناتورين جون ماكين وليندسي جراهام، مشيرا إلى أن الرئيس يعول على جهودهما لإقناع الجمهوريين بالتصويت لصالح قرار بالتدخل العسكري. وقال مكين للصحفيين بعد الاجتماع "إذا رفض الكونجرس قرارا كهذا بعد أن التزم الرئيس بالتحرك فستكون العواقب كارثية". وأضاف "أنا وجراهام نحبذ تعديل القرار لتوسيعه حتى لا يكون مجرد رد، ونريد النص على هدف يؤدي تحقيقه مع الوقت إلى الحد من قدرات الجيش الحكومي، وزيادة وتطوير قدرات المعارضة لزيادة القوة الدافعة في ساحات القتال. ومع تقديرنا لمقابلة الرئيس لنا وتبادلنا وجهات النظر بصراحة، إلا أن الطريق طويل أمامنا".

في غضون ذلك، طالب الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب أمس في بروكسل، المجتمع الدولي يإطلاق مبادرة سياسية في حال توجيه الضربة العسكرية. وأضاف "الحل السياسي ممكن لأن النظام سيكون مشغولا للمرة الأولى" باحتمال حصول ضربة عسكرية، معتبرا أن "أفراداً داخل النظام يخشون عملا عسكريا، ما يعني أنهم مستعدون لتغيير ما". وأوضح أن الرئيس الأسد "يظل مفتاحا" لأي حل لأن هذا الحل يمر "برحيله" عن السلطة..

من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن التجربة الصاروخية التي أجرتها إسرائيل والولايات المتحدة في البحر المتوسط أمس، لا علاقة لها بالضربة العسكرية المحتملة ضد سورية. وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل: "إن هذه التجربة لا علاقة لها بنية الولايات المتحدة شن عمل عسكري ردا على الهجوم السوري بأسلحة كيميائية" على ريف دمشق في 21 أغسطس الماضي.

وكانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق أمس عن إطلاق صاروخ في البحر المتوسط بعد وقت قصير من تساؤلات ثارت إثر إعلان وزارة الدفاع الروسية رصدها صاروخين باليستيين أطلقا في المتوسط.

وذكرت في بيان أنها "أجرت تجربة ناجحة بإطلاق صاروخ في البحر المتوسط من طراز (إنكور) يستخدم للتدريب، وهو هدف لمنظومة (الحيتص) المضادة للصواريخ". وأشارت إلى أنه "تمت التجربة بالتعاون مع الوكالة الأميركية للدفاع من الصواريخ وشارك فيها ممثلو وزارتي الدفاع الإسرائيلية والأميركية والصناعات العسكرية المشاركة في تطوير الصاروخ".