كشف المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين لـ"الوطن"، أن بطاقات التبرع بالأعضاء التي أصدرها المركز بلغت حتى العام الهجري الجاري نحو 3 ملايين بطاقة، إلا أن هذه البطاقات لا تزال تخضع لموافقة أهالي المتوفين دماغياً. وقال إن "بطاقات التبرع" سهلت في قبول أهالي المتوفين لإتمام إجراءات عملية التبرع بالأعضاء بنسبة 90%، إذ إن امتلاك المتوفى دماغياً لبطاقة، يسهل عملية التبرع بعد أخذ موافقة ذويهم، الذين يقوم أحدهم بتعبئة استمارة متخصصة بذلك، تشتمل على المعلومات الشخصية لكلا الطرفين القريب والمتوفى، بشرط أن يعرف ذوو المتوفى أن عملية التبرع للمرضى المحتاجين للأعضاء والذين ما زالوا في قوائم الانتظار، هي ابتغاء الأجر والثواب.

وأوضح شاهين أن 30% من الأسر يرفضون عملية التبرع للمتوفين من أقربائهم نتيجة عدم وجود بطاقة تبرع سابقة للمتوفى تساهم في إقناعهم بالموافقة على التبرع بأعضائه وفقا لرغبته، لافتاً إلى أن هناك عدداً من المعوقات تقابل عملية قبول التبرع بالأعضاء و"بطاقات التبرع"، على الرغم من صدور فتاوى شرعية من كبار مشائخ المملكة تجيز التبرع بالأعضاء، وأن ذلك من الصدقة الجارية التي يثاب عليها المتوفى، إلا أن بعض أهالي المتوفين يقفون عائقاً كبيراً أمام عملية التبرع، حتى وإن كان المتوفى قام بإعطاء الموافقة عن طريق بطاقات التبرع في حياته مما يجعل المنسقين الطبيين غير قادرين على إقناعهم بأهمية التبرع للغير.


تثقيف المجتمع

وتابع شاهين: من المعوقات التي تواجه بطاقات التبرع بالأعضاء، أن المجتمع ليست لديه ثقة في عملية الوفاة دماغيا من عدمها ولديه ثقة بأن المتوفى دماغيا قد يعود للحياة، داعيا إلى أهمية تثقيف المجتمع بما يترتب على التبرع بالأعضاء من الأجر والثواب إلى جانب أن المتبرع يساهم في إنقاذ حياة.

وأشار شاهين إلى أن هناك كثيرا من الجمعيات المختصة قامت بخطوة من أجل الحصول على موافقة من وزارة الصحة بجعل موافقة المتوفى شرطاً للتبرع بأعضائه بعد اختياره بطاقة التبرع دون الرجوع لأسرته، وتم عقد ندوات وحملات توعوية حضرها كثير من المهتمين في هذا الجانب في عدد من المدن تم من خلالها جمع أكبر عدد ممكن من "بطاقات التبرع"، ورفعت إلى وزارة الصحة من أجل الحصول على الموافقة ولكن لم يأت الرد على ذلك.

وكشف شاهين أن هناك مركزا خاصا للتبرع بالأعضاء سيتم بناؤه في مدينة جدة كأول مركز للتبرع بالأعضاء في المنطقة الغربية، وفي الوقت الحالي يتم استقبال التبرع في مستشفى الملك فهد بجدة كمقر رئيسي.


آلية التبرع

وعن آلية التبرع بالأعضاء، أوضح شاهين أن جميع غرف الرعاية المركزة في المستشفيات المختلفة متصلة بشكل مباشر بالمركز السعودي للتبرع بالأعضاء، وفي حال حدوث حالة وفاة دماغيا داخلها تسجل هذه الحالة ويتم إبلاغ المركز بذلك، موضحاً أن هناك منسقا طبيا يقوم بمتابعة حالة المتوفى دماغياً مع أطباء العناية المركزة الموجودين في مستشفيات المملكة، بينما هناك منسق إداري يقوم بالتواصل مع أسرة المتوفى دماغيا حتى يحصل على الموافقة بقبولهم على إتمام عملية التبرع سواء كان المتوفى يمتلك بطاقة تبرع أو لم يقم بالحصول عليها، فالمركز يحرص على المواصلة مع ذوي المتوفى دماغيا من أجل إقناعهم بالموافقة على عملية التبرع بأعضاء المتوفى حسب حاجة المرضى. وأضاف أن المنسق الطبي يقوم بمتابعة المتوفى دماغيا داخل العناية المركزة، وذلك للحفاظ على عملية التنفس الصناعي له حتى تتم المحافظة على أعضائه لكي تكون صالحة لعملية التبرع بحيث يتابع حالته أخصائيون لديهم خبرة في عملية التنفس الصناعي، وفي حال الحصول على موافقة من ذوي المتوفى على إجراء عملية التبرع، يقوم المركز بتوزيع الأعضاء على كل مركز حسب الاحتياج، وإذا تم توزيع الأعضاء تبدأ الفرق الطبية بالتحرك من المستشفيات مع فريق آخر من المركز السعودي للأعضاء للمستشفى الذي يتم فيه استئصال أعضاء المتوفى دماغيا وتزرع للمرضى المحتاجين.

ولفت شاهين إلى أن هناك أكثر من 5 آلاف مريض في قائمة الانتظار وبحاجة ماسة لنقل أعضاء مختلفة حسب احتياج كل حالة، بينما نجد أن عدد المتوفين دماغيا بشكل سنوي يبلغ 800 وبمتوسط 400 حالة سنويا في غرف العناية المركزة في المستشفيات بجميع مناطق المملكة.