علي العلياني إعلامي ملتزم، ومن شدة التزامه تراه متجهما أحيانا على الشاشة. تأخذه الجدية إلى أقصاها وهو يناقش قضايا الوطن المتراكمة في برنامجه اليومي "يا هلا". جاء ضيفه أحمد العرفج فقلب الصورة، لكأنه أخرج شخصية أخرى للعلياني غير تلك التي يعرفها جمهوره منذ سنوات.

في فقرة "يا هلا بالعرفج" استطاع هذا الثنائي أن يكسر حدة البرامج الحوارية ونمطها الرتيب. العرفج شخصية مرحة بالفطرة، وهو بطبيعته لا يستطيع أن يستسلم للجدية أكثر من دقيقتين. لذلك كان حضوره في البرنامج ذا نكهة مختلفة. ضيف يناقش القضايا الجادة بالسخرية والضحك. انعكس هذا على المضيف فأصبح يتعاطى النكتة مثله ويضحك ثم يعود ليضحك.

قد تكون هذه الطريقة مستحدثة في برامجنا الحوارية، خصوصا تلك التي تتقاطع مع هموم المواطن ومشكلاته اليومية. الحوارات الفنية تذهب أحيانا إلى مثل هذا البعد، فقد يكون الضيف ممثلا كوميديا. لكن العرفج ليس ممثلا، هو كاتب ساخر يرى أن الضحك أفضل علاج لأي مشكلة.

يجمع عدد كبير من المتابعين أن هذه الفقرة التي تستحوذ على "يا هلا" كل يوم ثلاثاء هي ملح البرنامج، فيما يرى آخرون أن العرفج "ثقيل طينة" ولا يستحق كل هذه المساحة. وهذا أمر طبيعي مع العرفج خلال تاريخه، فلا أحد يتفق عليه، وهنا مصدر سعادته ودافعه للمزيد من الحضور والتألق. لكنه بشكل عام استطاع أن يصل إلى قلوب الناس بعفوية وبساطة لم يعهدها المتابع في برامج الشاشة.

يبقى على العرفج ألا يقع ضحية التكرار، فالمشاهد يعرف ما قاله سابقا وضحك منه ولا يرغب في سماعه مرة أخرى. قدم نفسه في البرنامج ساخرا، وعليه تقع مسؤولية البحث عن نكت و"طلعات" جديدة تغري المشاهد بالبقاء ومواصلة الضحك والابتسام. أما مقدم البرنامج فليواصل استفزازه حتى يضمن ردة فعل طبيعية ولو لم تكن مضحكة.