أعترف بأنني أتعرض أحياناً لخداع المقولات والحكم والأمثال كغيري من البشر الذين يرونها مسلّمات لا تقبل المناقشة فضلاً عن النقد والمراجعة.

لكني أعيد حساباتي حين تصدمني الحياة بتنقاضاتها، لأحاول اكتشاف زوايا جديدة وأبعاد مختلفة.

إن المجتمع النسائي بطبيعته يحلل كل تفاصيل العلاقات الاجتماعية، لا للبحث عن حلول أو لأخذ العظة والعبرة من التجارب الفاشلة، بل لحشو الفراغ بالنميمة والقيل والقال، مما جعلني أكتشف كنزاً هائلاً من المعلومات التي تختصر علي قراءة مجلدات من علم الاجتماع، وهذه حصيلة جلسة واحدة:

ذات مرة تطور النقاش بين صديقاتي ليصل إلى تحليل طبائع أزواجهن ومدى ملاءمة كل واحد منهم لطبائع زوجته، وموافقته لمزاجها وأهوائها، فخرجن بنتيجة مذهلة حيث اكتشفت كل واحدة منهنّ أن زوج الأخرى يصلح لها، فأخذن يغبطن بعضهن بعضا، ومع مرور الساعات بدأت الغبطة تتحول إلى حسد، وخفتت الضحكات شيئاً فشيئاً، ثم تحول الحديث من المزاح إلى الجد، وبدأت نذر التنافر تلوح في الأفق، مما دفعني إلى تغيير الموضوع رغم أنني احتفظت بالتفاصيل في رأسي لأوظفها في مقال آخر إن شاء الله.

الزبدة أن المثل القائل: "ما جمع إلا ما وفّق" لم يصمد في تلك الأمسية.