اسمك هو أول انطباع عنك.. في أذهان الناس، ثم بعد ذلك يقوم "فعلك" برسم بقية صورتك في نظر الناس.
ورغم أنه يقال: "لكلٍّ من اسمه نصيب"، إلا أن هذه المقولة لا تمثل الحقيقة دائماً، بل تمثل الصورة الذهنية للتصور الأولي، وأحياناً يتطابق المسمى مع الفعل فيكون جميلاً، وأحياناً كثيرة يستخدم الاسم ليكون دافعاً للمسمى ليكون على مسماه.
وبعيداً عن أسماء الأشخاص التي تعني الكثير من الفأل والتشبه والارتباط بالمكان وغيرها من الدلالات.. بعيداً عن ذلك، أخرج إلى مسميات المؤسسات وبعض موظفيها.. حقيقيةً لا تعجبني مسميات بعض مؤسسات الدولة مثل "صندوق التنمية العقاري"، فلماذا يكون صندوقا وكأنه لخزن المال، بينما هو للإقراض، لما لا يكون "بنكاً" لأن عمله في الأصل يشبه البنوك جزئياً..؟
في كل منطقة نجد "الغرفة التجارية" وأتوقع أن الأنسب لها "الاستراحة التجارية" لأنها أشبه باستراحة رجال الأعمال، فيها كراسي وثيرة ومكاتب ومناصب يتنافسون عليها ويتسامرون فيها..!
ولم أر أطول اسم من "وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد".. تخيل أن تكون وكيلا في هذه الوزارة سيكون مسماك الوظيفي "وكيلاً.... لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد"..!
في المسميات الوظيفية.. لا أدري على أي أساس يسمى مسؤول تلك الإدارة "مديراً" بينما يسمى مسؤول تلك "رئيساً".. وما الفرق بينهما؟ شخصياً أشعر أن مسمى "رئيس" أفخم من "مدير"..!
أكثر ما يستفزني هو استخدام "الأوصاف" كمسميات لبعض الوظائف، مثل استخدام كلمة "أمين" لمن يرأس الشؤون البلدية في كل منطقة، وأستغرب كيف نقول "أمينا" وهو لا يزال يعمل ومعرض للفتنة بالمال ومعرض بأن يستغفل فيضيع مال الدولة.. ولا أدري كيف يمكن أن يقف أمام القاضي إذا اتهم بقضية ما في عمله، فيقال: الأمين فلان ابن علان متهم باختلاسات مالية..!
لماذا لا نؤجل كلمة "أمين" إلى ما بعد التقاعد، فتمنح وزارة الشؤون البلدية والقروية كل مسؤول للشؤون البلدية في كل منطقة لقب "أمين" في حفل تقاعده إن خرج منها بلا أي تهمة نظامية..!
(بين قوسين)
إذا كانت بعض الوزارات غيرت "شعارها" ولم تكن محتاجة لذلك.. لما لا تغير بعض مؤسسات الدولة مسمياتها وهي محتاجة لذلك؟