اعتبر عام 2013 أسود على الصحفيين.. المنظمات المهتمة بالعمل الصحفي كانت تشير إلى ما واجهه الصحفيون من قتل واعتقال ومضايقات خلال العام الفائت.

أنا أيضاً أقر بأنه عام أسود.. وأشير هنا إلى من سقطوا أخلاقياً أيضا خلال ا?ستقطابات السياسية والفكرية التي شهدها العام الأسود.

أصبحت المعايير الصحفية غائبة تماماً في الكثير من المؤسسات الإعلامية.. وتحول بعض الصحفيين إلى أدوات رخيصة في أيدي الساسة.. وآخرون تحولوا إلى أبواق متطرفة تتبنى فقط وجهة نظر التيارات الفكرية التي تنتمي إليها.

كشف العام 2013 أن معظم المبادئ التي يدعي البعض ا?لتزام بها كانت مجرد أقنعة لم تصمد عند أول مواجهة حقيقية.

محبط جداً أن يتحول الصحفي إلى أجير.. ويبدأ ممارسة سلطته بانحياز سافر.. وبجرأة غير طبيعية.. تكشف أنه مجرد منفذ لأجندات غيره.

الصحافة التي أطلق عليها مصطلح "السلطة الرابعة" ذات دور خطير ومؤثر في تشكيل وتوجيه الرأي العام.. وتمثيل المجتمع والحكومة.. وهذه المهمة الكبيرة تفترض التزاما مهنياً وأخلاقيا أثناء ممارستها.

حتى مصطلح الحياد الصحفي أصبح الحديث عنه من باب الترف.. إذ باتت المصداقية وهي الأهم غائبة عن كثير من المواد الصحفية.. بل أصبحت بعض الصحف والقنوات الفضائية مصدراً للإشاعة والمعلومات الكاذبة والملفقة. استمرار هذا الوضع المتردي سيفقد المؤسسات الإخبارية دورها المهم في المعرفة والتنوير، قبل أن تفقد دور المرجعية الموثوقة للمعلومة.. وسيزهد المجتمع في كل ما يصدر عنها حتى ولو كان حقيقياً.

على الصعيد المحلي؛ باتت الكثير من الصحف، وخصوصاً الإلكترونية منها، تمارس عملها دون أي التزام بالمعايير والضوابط المهنية.. مشرعة أبوابها لكل من "هب ودب" ليكون صحفياً يكتب وينشر ما يشاء.. بغض النظر عن قدراته ومستوى وعيه.

هذه الفوضى الإعلامية التي نعيشها شوهت صورة الصحافة.. جعلتها مبتذلة إلى حد بعيد.. و? بد من تحرك جدي من قبل وزارة الإعلام وهيئة الصحفيين لتنظيم ممارسة هذه المهنة المؤثرة.