لم يكد "مهرجان جدة المسرحي الأول" يضع أولى خطواته، ليزاحم حزمة المهرجانات المسرحية التي توالت بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة في عدد من مدن المملكة، حتى فوجئ منظموه بانتقادات صريحة، حتى من بعض المكرمين في حفل افتتاحه مساء أول من أمس بمقر فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة، حيث رأى بعض المنتقدين أن "ضعف الإمكانات وقلة الدعم المادي" إضافة إلى توقيت إقامته، وقلة خبرة المنظمين، ساهمت في إخراج "مهرجان أقل من مستوى مدينة جدة" حسب تعبيرهم.

وكان المهرجان الذي حضره مدير عام الإعلام الخارجي بمنطقة مكة المكرمة الدكتور سعود كاتب، نيابة عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، بدأ بكلمة لـ"كاتب" قدم فيها اعتذار الوزير عن الحضور بسبب "ارتباطات طارئة". كذلك ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي كلمة أشاد فيها بالمهرجان، و"أهميته في دفع الحركة المسرحية في المملكة". كذلك قامت جمعية الثقافة والفنون بجدة بتكريم 14 شخصا من المشتغلين في المسرح على خلفية "ريادتهم" كأشخاص ساهموا في تأسيس وتطوير المسرح السعودي. وفي الحفل تم عرض فيلم عن الفنانين المكرمين وصور للمسرحيات التي ستعرض في المهرجان، كما قدم الفنان حامد الغامدي مشهدا مسرحيا إيمائيا أظهر فيه قدرته كفنان على التعبير الصامت، ثم لوحات من الفنون الشعبية الغنائية.

وعلى الرغم من هذه البداية المتفاءلة من خلال حفل الافتتاح إلا المهرجان في دورته الأولى واجه منذ يومه الأول انتقادات من قبل بعض المسرحيين، منهم المخرج المسرحي محمد الجفري ـ أحد المكرمين والمشاركين في العروض المسرحية ـ الذي برر غيابه عن الحفل بأنه كان" مشغولا "في لجنة تحكيم مهرجان المدينة المنورة المسرحي، منتقدا في الوقت نفسه توقيت إقامة مهرجان جدة الذي "كان يمكن تأجيله يوما واحدا ليتسنى للمشاركين في مهرجان المدينة حضوره" حسب قوله.

وأضاف الجفري: إن مهرجان جدة يفتقر إلى المنافسة بسبب عدم وجود جوائز للمسرحيات المشاركة "ولذلك أنا اعتبره ملتقى وليس مهرجانا، فمدينة جدة تستحق أكثر من هذا المهرجان"، مشيرا إلى "افتقار" إدارته إلى الخبرة، إلى جانب غياب الدعم المادي، الذي كان من الممكن أن يقدم المهرجان بأفضل مما خطط له. وأكد الجفري أن "الثقافة والفنون" كان يمكنها أن تقيم مهرجاناً واحداً أو مهرجانين سنوياً بدلاً من تكليف جميع الفروع بإقامة مهرجان في وقت واحد.

وبدوره قال الفنان علي دعبوش ـ أحد المكرمين: إذا قسنا المهرجان بما هي عليه المهرجانات الخارجية فلن يكون ذلك في مصلحته ، ولكن حين نعرف أن الإمكانيات لا تسمح بأكثر من ذلك فنحن نجد العذر للقائمين عليه، مذكراً أن جمعية الثقافة والفنون تقدر أن كل فرع من فروعها يعرض مسرحية واحدة سنوياً يخصص لها 95 ألف ريال، وهو مبلغ لا يفي بمتطلبات المسرح.

لكن مدير مهرجان جدة المسرحي الأول" ريان ثقة" لاحظ" أن جميع المشاركين في المهرجان بما فيهم الرعاة كانوا على قدر كبير من التقدير للمهرجان".

وقال لـ"الوطن": لقد أشاد رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي بالمهرجان، حيث ترك ذلك أثراً إيجابياً في نفوس المشاركين، وهو ما أكده مديـر عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل أيضا.

وفي رده على المنتقدين "قال لم نضع أية شروط تعجيزية على الفرق المشاركة، وهناك شرطان أساسيان لا نستطيع تجاوزهما وهما أن يكون النص مجازا من وزارة الثقافة والإعلام ، والثاني أن يكون المشاركون في أي عرض مسرحي منتمين إلى كيان مسرحي معروف، وقد جاءتنا مشاركات من المدينة المنورة والرياض والطائف إلى جانب عدد من الفرق المسرحية في جدة وهو ما يدل على أن الشروط كانت واقعية ومقبولة.

وعن منتقدي المهرجان قال ريان ثقة "أرحب بأي نقد، لأتعلم من أخطائي، ولم يحل أي نقد دون أن أكون على وفاق مع صاحبه، فمن دون نقد لن نتعلم من أخطائنا..نحن نعتبر أن ما قمنا به هو خطوة ننطلق منها إلى ما هو أفضل.