الرضا عن الخدمات الصحية في أي منطقة أشبه بالمستحيل، لكن ليس لأن "عين السخط تبدي المساوئا"، وليس لأن ميزانية وزارة الصحة ضعيفة فلا تقدر أن تقدم خدمات تكسب رضا الناس.. بل فقط لأن مستشفيات الصحة لا تقدم خدمة توازي ميزانيتها..!
الشكوى ذاتها التي تُسمع في الرياض تتردد في مناطق الأطراف، ويزداد أنين الألم ويرتفع صوت التذمر شمالا وجنوبا؛ لأنه لا يوجد خيار آخر للمرضى غير مستشفيات وزارة الصحة، التي رغم مشاريعها التطويرية، ورغم برامج الجودة إلا أنها ما تزال ترسب أمام المريض، "ولم أر في عيوب الناس عيبا... كنقص القادرين على التمام".
ليس لدي شك في أن "وزارة الصحة" قادرة على النجاح وكسب رضا المرضى متى أرادت ذلك، وقد رأيت عملا جميلا لـ"صحة الشمالية" التي أثبتت بإدارتها المجتهدة بقيادة الدكتور محمد الهبدان، قدرتها على النجاح وكسب رضا المريض، حتى أصبح مركز الأمير عبدالله بن مساعد لطب وجراحة القلب بعرعر مزارا لمرضى القلب من الحدود الشمالية والجوف وتبوك؛ بعدما حولت البوصلة إلى الشمال في علاج أمراض القلب، وإجراء عمليات القلب المفتوح بجدارة عالية من الفريق العامل في المركز.
وربما بالغيرة تنجح أجنحة وزارة الصحة في المناطق.. لذلك لو كنت مستشارا عند وزارة الصحة لقدمت توصية بتكريم مركز طب وجراحة القلب في عرعر، بحضور جميع مديري الشؤون الصحية في المناطق؛ كي تدب الغيرة في قلوبهم ويسري أثرها في عملهم.
تمتلك عرعر اليوم مركزا راقيا لجراحة القلب يحمل اسم أمير المنطقة الذي دعمه بقوة حتى وقف شامخا بإنجازاته التي منها إجراء 27 عملية قلب مفتوح، وإجراء أكثر من 700 قسطرة تشخيصية وعلاجية خلال عام واحد فقط.. بينما في حائل مركز قلب لا يجري أي شيء سوى أنه يحرم أهل حائل حقهم في العلاج في منطقتهم رغم تأسيس المركز.. وقد كنت أظن أننا لن نصل عام 2014 إلا ولكل أبناء منطقة الحق في العلاج قرب أهلهم..!
(بين قوسين)
مركز القلب بعرعر غير خطوط سير الرحلات العلاجية؛ لأنه حقق النجاح الذي يرجوه المريض، وألغى تحويلات مرضى القلب إلى مستشفيات الرياض.