نجحت جهود مستشفى الملك فهد بالهفوف في إنقاذ حياة شاب في العشرينيات من عمره من إصابة قاتلة ناتجة عن حادث سير. وأوضح مدير المستشفى الدكتور محمد العبدالعالي في حديثه لـ"الوطن"، أن تفاصيل الواقعة تعود إلى النصف من شهر شعبان المنصرم، عندما تعرض مقيم "25 عاماً" إلى حادث "هرسي" في منطقة الصدر أدى إلى كسر في عظام الترقوة والأضلاع ونزيف بالصدر ناتج عن تسلخ وانفجار الشريان الأبهر في منطقة القوس الأورطي قبل نشوء الشريان العضدي الأيسر، وتعتبر هذه الإصابة في الشريان الأبهر إصابة قاتلة ما لم تتم معالجتها في أسرع وقت ممكن، وخصوصا أنها مصحوبة بنزيف وتسرب دموي نتيجة الإصابة داخل الصدر.
وأضاف: ولأن هذه الإصابات نادرة وقليلة الحدوث فيتم التعامل معها في مراكز قليلة جدا وعالية التخصص والتي لم تتوفر من قبل في مستشفى الملك فهد بالهفوف أو بأي من مستشفيات المحافظة، ولأسباب متعلقة بوضع المريض الصحي لم يتم نقله، حيث إن الإصابة شديدة وهي عبارة عن انفجار تسلخي في الشريان الأبهر "الأورطة" الرئيسي الخارج من القلب والممتد إلى التجويف البطني.
وبين أنه لإنقاذ المريض تم تعاون مع خبرات من مراكز متقدمة، وأوصوا بإحضار الأدوات والدعامات المطلوبة لإنقاذ هذه الحالة والتي لا تعتبر من التموين الروتيني للمستشفى، وبالتالي استنفرت إدارة المستشفى لتأمينها في جهد استثنائي من خلال استخدام الصلاحيات المتاحة لها والتواصل مع المزودين وتأمينها في فترة قياسية مكنت الطاقم الفني من استخدامها في الوقت المناسب لإنقاذ حياة المريض خلال 48 ساعة. وجرى تشكيل الفريق الفني المعالج للحالة، بعد عقد اجتماع استشاري ترأسه المساعد للخدمات الطبية الدكتور إبراهيم البراهيم، وبقيادة استشاري جراحة الأوعية الدموية بالمستشفى الدكتور محمد الممتن، وبالتعاون مع خبراء من المراكز المتقدمة لوقف النزيف والتسرب الدموي بوضع الدعامة على الجزء المتسلخ النازف في الشريان الأبهر الصدري دون عملية تحت الإرشاد الإشعاعي الذي نفذه الاستشاريون بقسم الأشعة بالمستشفى، وبعد إتمام العملية والمتابعات والمعالجة اللازمة تحسنت أوضاع المريض الصحية بنجاح العملية، وقد خرج المصاب على قدميه بخلاف الوضع الذي قدم به إلى المستشفى.