يعملن بلا كلل أو ملل يحاربن البطالة بعد تخرجهن بالعمل ومساعدة أهلهن، علمهن الجلوس بمنازلهن التحدي والإصرار والعزيمة، كسرن حاجز الخجل وتفوقن على أقرانهن.. يقابلن زبائنهن بابتسامة عريضة وسط تشجيع المقربين منهن.. فتيات جازان حولن منازلهن لورش عمل شريف لكسب لقمة العيش.

"الوطن" استطلعت آراءهن، إذ قالت في البدايه إيلاف حسين: تخرجت من الجامعة منذ ثلاث سنوات ولم أجد وظيفة بعد تخرجي وكانت أمي تعمل على تغليف وإعداد الهدايا والحلويات الخاصة بالمناسبات والمواليد، عندها فكرت بأن يكون لي بصمة واضحة أساعد بها والدتي فعملت معها نحو السنة واكتسبت مهارة العمل واحترفته وحذوت حذو والدتي في تجديد الأفكار حتى نحظى برضى الزبون، خاصة وأن زبائننا ليسوا من داخل جازان فقط بل من خارجها مثل جدة والرياض.

وأضافت: نحن بحاجة إلى الدعم الجيد الذي يمكننا من فتح محل خاص بنا واستقطاب عاملات يتمكن من العمل لأن مكان عملنا الوحيد هو المنزل ولدينا الرغبة في المشاركة في المهرجانات التي تقام بجازان.

وتقول سلمى علي قاسم، إن إعداد الحلوى والهدايا عمل يتطلب نشاطا متجددا في سياق الأفكار المطروحة لأن ذلك عنصر مهم في جذب المشتري لما يعرض له، مشيرة إلى أنها تمارس عملها منذ 3 سنوات وتوفر الاحتياجات التي تجذب الانتباه خاصة في مناسبات الزواج كمفارش الطاولات والشمعدان الخاص بها الذي يعطي الطاولة منظرا جميلا أثناء استقبال معازيم الزواج، مؤكدة سعادتها بما تقدمه من أعمال، أما ندى شحار فتقول: أشعر بالمتعة في ما أصنعه من هدايا، إذ إنني أستعين بالتراث الجازاني في العمل مثل "الحوك الجبلي الملون أو الزنبيل المصنوع من الطفي"، وأضع الحلوى أو الهدايا وأبتكر نوعا من التزيين للفت انتباه الناس، وفي بعض الأوقات أعتمد على طلب المشتري وأنفذ له فكرته في العمل الذي يطلبه.

وأكدت شحار رغبتها الشديدة في أن يكون لهل محل خاص لتتمكن من المشاركة في بعض الفعاليات والمهرجانات التي تقام في المنطقة.

من جانبها، أوضحت المشرفة التربوية بمكتب التربية والتعليم بصبيا ليلى حمد مهدلي، أن صياغة العمل تحتاج إلى حنكة في عملية التقديم، والمرأة في منطقة جازان تصنع من المستحيل ممكنا، فالنساء اتخذن من منازلهن انطلاقة لتوفير احتياجاتهن وأنجزن عملهن بجهودهن الذاتية، ودعت إلى إتاحة الفرصة للكثير من الفتيات الراغبات في تحقيق ذواتهن في العمل الخاص.