فيما يلتحق اليوم نحو 5 ملايين طالب وطالبة ليبدؤوا العام الدراسي الجديد، قدمت وزارة التربية والتعليم على لسان أمين إداراتها الدكتور راشد الغياض، جردة بما أنجزته وحضرته للعام الدراسي من خطط.
وبين هذا وذاك، فإن مدرسة الشامية في محافظة الريث بمنطقة جازان، ستفتح أبوابها على مدار الساعة لتؤدي خدمة مزدوجة لطلابها ومعلميها كل على حدة. ففي النهار هي فصول دراسية للطلاب، وفي المساء تتحول إلى سكن للمعلمين.
والوصول إلى المدرسة من محافظة أبو عريش يستغرق 5 ساعات عبر طريق صخرية أرغمت خطورتها المعلمين على خيار تحويل المدرسة إلى سكن بعدما تعذر عليهم إيجاد مساكن للإيجار في القرية. وهذا ما جعل مدير المدرسة نايف كامل يقول لـ"الوطن" إنهم يعيشون "معاناة حقيقية".
وفيما ناشد إدارة تعليم صبيا زيادة النسبة المئوية للمكافأة لهم وتخفيض النصاب وصيانة المدرسة، قال مدير تعليم صبيا أحمد ربيع لـ"الوطن" إن إدارته لم ولن تبخل عليهم بكل ما هو في حدود إمكانياتها.
يستغرق معلمو مدرسة الشامية بمحافظة الريث بمنطقة جازان، خمس ساعات من محافظة أبوعريش للوصول إلى مدرستهم التي تتخذ فصولا دراسية للطلاب في الصباح، وسكنا موقتا للمعلمين في المساء، والذين يجبرهم طريق القرية الصخري الخطر إلى تجنب المخاطرة بالعودة لمنازلهم يوميا، في الوقت الذي لم يجدوا لهم سكنا قريبا من المدرسة فأصبحت الوسيلة الوحيدة هي قضاء أسبوع كامل داخل أروقة المدرسة والتزود بـ"البسكويت" وخبز "التوست" طويل الأجل.
وتبدأ معاناة رحلة معلمي مدرسة "الشامية"، مع بداية العام الدراسي الجديد.. هذه المدرسة التي لا تصل إليها إلا سيارات الدفع الرباعي، إذ يبدأ تجمع المعلمين في الواحدة صباحا عند مسجد الحكير بأبوعريش باتفاق مسبق بينهم لوقت محدد وشراء المواد الغذائية التي تكفي حاجتهم لأسبوع، وبعدها تبدأ رحلتهم الطويلة للوصول إلى المدرسة التي تستغرق خمس ساعات يملأ وجوههم التحدي ومسابقة الزمن في الوصول إلى المدرسة لاستقبال أبنائهم الطلاب بكل همة ونشاط.
وعلى رغم التعب والإرهاق يتخذون من المدرسة فصولا دراسية لتوصيل رسالة العلم ومقرا وملاذا آمنا لهم بعد انتهاء عناء اليوم الدراسي بالمساء ويشتركون في إعداد طعامهم بروح عالية.
"الوطن" رصدت معاناة معلمي مدرسة الشامية بالريث، وتحدثت مع مدير المدرسة نايف كامل الذي قال: "نعيش معاناة حقيقية في الوصول للمدرسة، خاصة عند هطول الأمطار بسبب الانهيارات الصخرية التي تعيق وصولنا ونستغرق وقتا طويلا يمتد إلى 5 ساعات للوصول إلى المدرسة، نأخذ احتياجاتنا وأغراضنا معنا من مواد غذائية وخبز وغيرها لأننا نسكن في مقر المدرسة، وعلى رغم أننا نحصل على مكافأة بنسبة 50%، إلا أنها تذهب لصيانة السيارة التي نستقلها ولا نستفيد منها شيئا، وبتكاتف منسوبي المدرسة الذين يبلغ عددهم 7 معلمين، نتغلب على الصعاب".
وناشد مدير مدرسة الشامية إدارة تعليم صبيا بزيادة النسبة المئوية للمكافأة لهم وتخفيض النصاب وصيانة المدرسة التي تعاني من التشققات والإهمال.
من جهته، أوضح مدير تعليم صبيا أحمد ربيع لـ"الوطن" أمس، أن إدارة التعليم لم ولن تبخل على منسوبي مدرسة الشامية بكل ما هو في حدود إمكانياتها، وأكد سعي إدارته لمنح معلميها أعلى نسبة في مكافأة المدارس الجبلية.