احتجت الجمعة الماضية مدة لا تتجاوز الثلاث دقائق تقريبا؛ حتى أقتحم عالم التمثيل السينمائي، وأصبح بطلا قبل المرور بمحطات الممثل التقليدي أو "الكومبارس"، بعد أن اختارني المخرج السينمائي توفيق الزايدي للعب بطولة فيلم "على شاطئ المكسيك".

الحقيقة ليست كذلك تماما، وإنما هو مجرد سيناريو لفيلم يشرح قصة بطولة فيلم زائفة! حيث بدأت الحكاية بعد أن قرر الصديق الزايدي التقاط صورة لنا سويا، على هامش اجتماع لنا لا علاقة له بالسينما، ثم كتب في تغريدة "تويترية" أنه تم التوقيع معي للعب بطولة هذا الفيلم.. وكل ما فعلته هو الضغط على زر الـ"رتويت"، حتى سمعت صوت مزلاج إعادة التغريد، ليبدأ بعدها الفيلم الذي لم يخرجه توفيق ولا أنا، وتدحرج بسيناريو لم يراجع أو حتى يكتب.. بعد أن انصبت ردود النقد والتهاني والاستنكار والقبول، وكل ألوان ردات الفعل المتوقعة، وغير المتوقعة، عبر كل منصات التقنية والتواصل، الافتراضي والحقيقي.. وللأمانة، فأنا مدين لأصدقائي وأحبابي الذين غمروني بالحب والتهاني والدعم، وراحوا يبشرون ببطولتي التي لن تتم، بعد أن فضلت الوقوف على خط الصمت، ومراقبة المشهد من خارجه، والتعامل مع الأمر كحالة دراسية للتعاطي مع الشبكات الاجتماعية، وقد خلصت للآتي:

- إعادة التغريد، لا تعني (بالضرورة) الموافقة، وهذا ما يجب أن يتيقنه الجميع، رغم أن العرف في هذا متباين، ما بين من يراه كذلك، ومن يرى غير ذلك.

- وجوب الاستجابة للأحداث المهمة، والتوضيح كـ"شخص" أو "مسؤول" أو "منظمة"، وإغلاق بوابات التكهنات والشائعات، والمبادرة في بث المعلومة التي تشبع فضول وشغف المتلقي والمتابع.

- في زمن التقنية، الجميع قادر على صنع الخبر، والكل يستطيع التأثير، لذا يجب التحقق فيما ينشر، وعدم افتراض أن كل ما هو موجود في فضاء "النت" دقيق أو حقيقي.

وأخيرا، ترقبوا إطلالتي لتمثيل بطولة فيلم "على شاطئ التغريد".. والسلام.