أكد كاتب نص مسرحية الأعشى التي ستعرض في افتتاح فعاليات سوق عكاظ سامي الجمعان أن تاريخ الأعشى أوقعه بالإضافة إلى حياته الصاخبة القائمة على الترحال ثم أحداثه المتعددة أوقعته لفترة من الزمن في هاجس ابتكار الحيل الدرامية مع حرص شديد على عدم الإخلال بالتاريخ، لافتا إلى أن من أهم العوامل التي ركز عليها في كتابة نص المسرحية مسقط رأس الشاعر في منفوحة.
كيف تلقيت خبر التكليف بكتابة النص؟
بعد أن قررت اللجنة العليا لسوق عكاظ في دورته الحالية أن يكون الشاعر الأعشى هو شاعر هذا العام، حيث تدور من حوله الكثير من الفعاليات، تم تكليفي بالكتابة الدرامية للعرض، ولا أخفيك أنني دائما ما أنظر إلى مثل هذه العروض بأنها مسؤولية جسيمة على من يتحمل الخوض في مجالها، على اعتبار أنها تاريخية ومعروفة لدى القاصي والداني، مما يضاعف من مسؤولية الكاتب وجهده المبذول، إلا أن الحدث المتمثل في سوق عكاظ، وقيمته الحضارية والثقافية والوطنية دفعت بي للحماس رغم ضيق الوقت حينها، ورغم الظروف الصعبة التي كتبت فيها النص.
ما المراحل التي مر بها د. سامي الجمعان في كتابة النص؟
كانت خطتي الأولى هل تلمس الأهداف الرئيسية التي يريدها القائمون على سوق عكاظ من تجسيدهم لشخصية تاريخية أدبية كأعشى قيس، حتى أبني نصي الدرامي الممسرح وفق تلك الأهداف، بعدها انتقلت إلى مرحلة القراءة المستفيضة عن الشخصية المجسدة، وتلك المرحلة من أهم مرحلة الكتابة للتاريخ، كونك تتعاطى مع وثائق وأحداث معلومة ومروية وثابتة وإن اختلفت الروايات، ثم مرحلة وضع الخطة الدرامية لسير النص.
كيف ستربط حياة الأعشى في نجد بالجانب الوطني؟
هناك نقاط التقاء في شخصياتنا التاريخية والأدبية المعروفة، وأبرز النقاط التي تقدمها شخصية الأعشى هي ولادته وموته وترعرعه على أرض نجد وتحديدا منفوحة، وهو عربي له رمزية عظيمة في ما اتسم به العرب من فصاحة وبيان وشاعرية لا تجارى ولا تبارى، ونحن كسعوديين نعتز ونفتخر بأن نكون على وطن يحمل تاريخ هذه المآثر العظيمة في الأدب والفصاحة واللغة
ما الصعوبات التي واجهتها في الكتابة؟
صعوبات ليست باليسيرة ومن صعوبتها تعاملك مع حدث تاريخي موثق ومعروف، إضافة إلى إيجاد حلول درامية تختزل الزمن والأمكنة والأحداث.
ما أبرز النقاط التي استوقفتك في حياة الأعشى؟
الأعشى شاعر إشكالي في حياته، والشخصيات الإشكالية عادة ما تستفز الكاتب المسرحي أو السينمائي كونها تقدم له أحداثا متنوعة ومشوقة وقابلة للتجسيد والمسرحة، والأعشى بدءا من ضعف بصره حتى موته العجيب شاعر يستدعي الكتابة ويجذبك إليه، أما المواقف التي جذبتني وحركت هاجس الكتابة في قلمي هي ترحاله بين الملوك وتكسبه بالشعر، ثم إعجابه بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم قوة شاعريته وقدرته على الإقناع في شتى المواقف والأغراض، أضف إلى ذلك صديقه مسحل والحالة الأسطورية التي ارتبطت به، تواجده في عكاظ وإنشاده الشعر ونيله الإعجاب والإشادة، نصرته بشعره للمعوزين وقدرته على تغيير مجرى حياتهم.
كيف تنظر للمنافسة مع كتاب المسرحيات السابقة وهل ستكون هناك نقطة تميز تراهن عليها؟
زملائي السابقون الذين مروا بالتجربة قدموا أشياء رائعة وجميلة كمحمد العثيم ورجا العتيبي وشادي عاشور وفهد ردة الحارثي، وما مسرحية الأعشى التي أتصدى لكتابتها هذا العام سوى استكمال لمشوارهم.
أيضا اعتنيت في تجربتي بالكتابة الواضحة البعيدة عن الإغراق في الرمز أو التغريب وهو منهج اتبعته في مسرحة التاريخ ووجدت صداه جميلا ومقبولا لدى المتلقي، فأنا ضد الغموض في مسرحة التاريخ بحجة ترميزه، وباختصار شديد أسعى في مسرحية الأعشى لاستعراض أحداث حياته عبر الحكاية وتسلسلها مع ابتكار حيل درامية كتابية قادرة على منحنا ميزات مهمة كاختزال الأزمنة والأمكنة والمقولات وغير ذلك.