بدأت بعض مواقع التواصل الاجتماعي في دراسة إمكانية إدخال تقنية جديدة خاصة بالتعرف على وجوه المستخدمين فيها، وهو الأمر الذي ربما سيثير حفيظة الكثير من مرتادي هذه المواقع خاصة في ظل الأخبار التي تشير إلى انتشار برامج تجسس كثيرة على الإنترنت.

وأعلنت شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أول من أمس عن نيتها إدخال الصور الشخصية لمعظم مستخدميها الذين يتجاوز عددهم مليار مستخدم إلى قاعدة بيانات يتم من خلالها تطبيق تقنية "التعرف على الوجوه".

وتهدف الخطوة التي أعلنت "فيسبوك" أنها تدرسها، إلى تحسين أداء خاصية "تاج سادجست" التي تستخدم تقنية التعرف على الوجوه لتسريع عملية إضافة أو (تاجينج) الأصدقاء والمعارف الذين تظهر صورهم على الشبكة.

وتتعرف التقنية حاليا بصورة آلية على الوجوه في الصور الموضوعة على الشبكة حديثا بمجرد مقارنتها بلقطات سابقة. ويمكن لمستخدمي "فيسبوك" إزالة اللقطات التي تكشف هويتهم في الصور التي يضعها آخرون على الشبكة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تخضع فيه ممارسات الخصوصية في "فيسبوك" وشركات إنترنت أخرى للتدقيق بعد تكشف وجود برنامج حكومي أميركي للتجسس الإلكتروني.

وقالت إيرين إيجان رئيسة الخصوصية في "فيسبوك" إن إضافة صور المستخدمين ستتيح لهم قدرا أفضل من التحكم في معلوماتهم الشخصية من خلال تيسير تحديد الصور التي يظهرون بها.

وأضافت: "هدفنا هو تسهيل عملية التاجينج بحيث يعرف الناس متى يكون هناك صور لهم على خدمتنا".

وأكدت أن المستخدمين الذين يشعرون بعدم ارتياح لتقنية التعرف على الوجوه سيمكنهم إلغاء الخاصية برمتها، ومن ثم لن يتم إدخال صورهم في قاعدة بيانات التعرف على الوجوه.

وتعتبر شركة "فيجنيكس" الواقعة في نيوجرسي من أبرز الشركات التي طورت هذه التقنية، حيث طورت برنامجا قادرا على تحديد الوجوه الموجودة في الصورة وجعلها مميزة عن باقي الأجزاء في الصورة الواحدة، ومن ثم يقوم بمقارنة هذا الوجه مع قاعدة البيانات المملوءة بصور لوجوه الآلاف من الأشخاص. وتعتمد التقنية على مناطق مميزة في الوجه دون غيرها، فبعضها مرتفع عن سطح الوجه وبعضها الآخر منخفض. هذه الارتفاعات والانخفاضات تشكل ملامح الوجه، لذلك قامت "فيجنيكس" بتعريف هذه الارتفاعات والانخفاضات بنقاط عقدية، ولقد حددت ما يقارب الـ80 نقطة عقدية في الوجه. ومن أهم هذه النقاط المسافة بين العينين، عرض ومساحة الأنف، عمق التجويف العيني، الخدود وتموضعهما، خط الفك السفلي، والذقن.

وتدخل هذه التقنية في جوانب أمنية كثيرة خاصة في قواعد البيانات الخاصة بمراكز الشرطة والبحث الجنائي والمطارات وغيرها، ولكنها دخلت في الفترة الأخيرة إلى عالم تقنية الإنترنت والهواتف وغيرها.

وكانت شركة "جوجل" قد حصلت في يونيو الماضي على براءة اختراع جديدة تهدف إلى تحسين تقنية التعرف إلى الوجوه المُستخدمة في أجهزتها بنظام أندرويد كوسيلة لتأمين الهاتف وتمثل بديلا عن كلمات المرور. وتشرح براءة الاختراع وسائل جديدة للتعرف على الوجوه بشكل أكثر دقة من خلال التقاط صور متعددة لتعابير الوجه بشكل يمكن أن يساهم في الحد من الوسائل التي يمكن من خلالها خداع التقنية المُستخدمة حاليا.

وتُعاني تقنية التعرف إلى الوجه المُستخدمة حاليا من إمكانية خداعها عبر عرض صورة الشخص أمام كاميرا الهاتف، مما قد يتيح للأشخاص غير المصرح لهم، فتح قفل شاشة الجهاز في حال تمكنوا من الحصول عليه عبر إبراز صورة صاحبه. مما دعا "جوجل" إلى تحسين التقنية حيث أضافت مؤخرا ميزة تتيح للمستخدم الغمز بعينه أثناء فتح الجهاز للتأكد من أنه صاحب الجهاز فعلا وليس عبارة عن صورة. إلا أن براءة الاختراع الجديدة تشير إلى أن الشركة تعتزم تحسين التقنية بشكل أكبر.