تحت إطار تفعيل "دبلوماسية التعليم" أو "برامج التبادل التعليمي"، تقوم منظمة التعاون الإسلامي، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، في تقديم عدد من المنح الدراسية الجامعية وفوق الجامعية، للطلاب القادمين من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في إطار برنامج التبادل التعليمي. علاوة على ذلك، عرضت الجامعة إدراج عدد من الطلاب في برنامجها لما بعد الدكتوراه، إذ يمكن للطلاب الراغبين المشاركة في البحث والأنشطة ذات الصلة.
كما أبدت الجامعة - التي تأسست رسميا في 1983، وصاحب فكرة إنشائها رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد - استعدادها لاتخاذ ترتيبات قصيرة وطويلة المدى لتبادل أعضاء هيئة التدريس، إذ تشجع مؤسسات التعليم العالي في كل من القطاعين العام والخاص في الدول الأعضاء في المنظمة على تقديم عروض لتبادل أعضاء هيئة التدريس من الجامعة الإسلامية في ماليزيا على أساس تبادلي أو من طرف واحد وفقا لاحتياجاتها وأولوياتها. وسوف تحتفظ الأمانة العامة في "التعاون الإسلامي" بقائمة من العروض والاحتياجات مقدمة من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا للمحاضرين والباحثين، وسوف تعمم هذه المعلومات على جميع الدول الأعضاء. كذلك يشمل عرض الجامعة الإسلامية في ماليزيا ترتيبات لتبادل استشاريين وباحثين لمشاريع قائمة تلقى الاهتمام، أو بدء مشاريع مشتركة جديدة. وخلال فترة التبادل، يمكن للباحثين العمل على مشاريعهم البحثية، وتنظيم ندوات علمية، وورش عمل في مواضيع مختارة، إلى جانب باحثين في المواضيع نفسها، وحضور دورات في المواضيع ذات الصلة تدرس في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا. وسوف تحدد الجامعة مشاريع مجدية وقابلة للتسويق "إضفاء الصبغة التجارية على البحث والتطوير"، من خلال ربط هذه المشاريع بالصناعات الراغبة في الدول الأعضاء.
وتوجد مؤشرات مبشرة على أن مشاركة برنامج الجامعة الإسلامية، وهي جامعة منتمية لمنظمة التعاون الإسلامي وذات مركز عالمي رفيع، في برنامج المنظمة للتبادل التعليمي، سوف يتيح فرصا طيبة لتحقيق قدر أكبر من التعاون في مجال التعليم العالي، وتعزيز الروابط الأكاديمية بين الدول الأعضاء في المنظمة، وهو أمر مهم للنهوض بالمعرفة في العالم الإسلامي. تجدر الإشارة إلى أن "برنامج المنظمة للتبادل التعليمي: التضامن من خلال الأوساط الأكاديمية في العالم الإسلامي" يستقطب اهتماما ومشاركة متزايدة من الدول الأعضاء وجامعاتها في القطاعين العام والخاص. يستفيد حاليا عدد كبير من الطلاب من منح التعليم العالي المقدمة في إطار هذا البرنامج من قبل جامعات رفيعة التصنيف في مختلف الدول الأعضاء، كما توجد مشاريع لعروض كثيرة أخرى. يقوم برنامج التبادل التعليمي للمنظمة على الإقرار بالدور المركزي للمعرفة والتعليم العالي والبحث والعلوم والتكنولوجيا في النهوض بالعالم الإسلامي، علاوة على إثراء التجربة التعليمية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتشجيع تبادل المعرفة والأفكار بينهم، فإن البرنامج يمكن أن ينهض بدور إيجابي تجاه تعزيز التضامن، وتوطيد التفاهم والتسامح بين الدول الأعضاء. ومن ثم فإن البرنامج يدرج التضامن الإسلامي كونه وسيلة وكونه غاية في الوقت نفسه، ويسهم مباشرة في تعزيز تحقيق أحد الأهداف الأساسية المتضمنة في ميثاق المنظمة.