يرغب الكثير من المبتعثين والمبتعثات في دراسة الفن لتعزيز هواياتهم، مع إدراكهم أن مجال الفن مجال يحتاجه الكثيرون في المجتمع، وهو ما دفع الحريصين على دراسته في الخارج إلى عمل وسم خاص بهم على صفحات "تويتر" ليشهد ذلك الوسم تفاوتا كبيرا في الآراء ما بين مؤيد ومعارض لدراسة الفنون في الخارج. فيقول أحد المشاركين في النقاش إن الكثيرين يرون أن الفن مجرد هواية ومضيعة للوقت وليس لديهم وعي بأهمية دراسته والتعمق فيه، ويرى آخرون أن الطلاب الذي يبحثون عن دراسة الفن هم ذوو عقول فارغة تبحث عن ما يملؤها بأفكار الغرب ليناقض بها دينه. فيما أكدت الأغلبية أنه من غير المعقول أن يكون أغلب المبتعثين مهندسين وأطباء، فالمجتمع يحتاج إلى الجمال والفن للإبداع في عملهم. وأوضح أحد المبتعثين أنه من خلال دراسته لتاريخ الفن المعاصر وجد أن من يتعلم خارج وطنه يعود وقد وعى أهمية الاعتزاز بالهوية والبحث فيها كمصدر للإبداع فكيف إن كانت الدراسة هي الفن ويجمع بين فن الغرب والشرق؟. وتقول إحدى المبتعثات إن الفن لم يكن يوما أمرا كماليا في الحياة بل هو ضرورة به تنتعش المجتمعات والأهم أن لكل شخص حقا في ممارسة ما يهوى. وأضافت أن نتائج دراسة علمية أكدت أن الاهتمام بتدريس الفنون بالداخل يسهم في المحافظة على الهوية المحلية لشكل ونوع المنتج المصنع محليا. وطالب الجميع بالقراءة في الفن وإيجابياته ليكون العمل تكامليا، وذلك من خلال وضع استراتيجية مستقبلية للاستفادة أكثر من المخرجات بعد تحديد الأهم ثم المهم في توزيع التخصصات. وتساءل آخرون هل المملكة بحاجة لمثل هذه التخصصات بالمقارنة بالطب والهندسة والتعليم وماذا يستطيع من يدرسونها أن يقدموا للوطن؟. وأخيراً طالب كثيرون من مؤيدي فكرة دراسة الفنون بأن يتفهم المجتمع العلاقة بين التاريخ والفن كونها بوابة لحفظ الماضي وتعزيز المستقبل، فالفن الإنساني القديم يؤكد أن المجتمعات تعلمت وعلمت الفنون قبل تعلمها القراءة، ولا يزال الفن يلعب دورا مهما لدى الدول المتحضرة، معتبرين أن عدم الاهتمام به علامة تخلف.