يقول المفكر المصري الدكتور محمد المشاط وهو يتحدث ما قبل البارحة عن (متلازمة) الأمن القومي لثنائية (الخليج العربي ومصر)، إن على (الكتلتين) أن تتنبه إلى دولة وقومية صاعدة مثل (الهند)، لأنها ستصبح بنهاية العقد الجاري لاعباً أساسياً في منظومة الأمن القومي الإقليمي. لماذا وكيف وما هي الأسباب؟

سأعود بكم قليلاً إلى خبر شارد أوردته صحيفة البيان الإماراتية عن عائلة هندية تحتفل في دبي بولادة طفل جديد يمثل سلالة الجيل الخامس من عائلة هندية (مكتملة) الأجيال تعيش في دبي.

وسنتجاوز ونغمض العين إن قلنا إن الجيل الثالث من شبه القارة الهندية يعيش في مدينتي ذات الإمكانات المادية والاقتصادية المحدودة. سنغمض عيناً واحدة عن الحقيقة وهي أن الجيل الرابع من الأجيال الوافدة أصبح حقيقة موجودة في كل مجتمعات دول الخليج العربي. وأنا اليوم لا أحذر من الهند الصديقة ولا من تشيلي أو منغوليا. كل ما أخشاه أن يتحدث المفكر المصري البارز بنهاية العقد، عن اضطراره كمصري إلى الجلوس مع الهند (كمفاوض) لقوة إقليمية تقف أمامه نداً لند على الساحل الشرقي من البحر الأحمر، ودعك من الماء المقابل الآخر في اسم الخليج العربي.. سيصبح اسمه (العربي) في طي النسيان. وبالإحصاء، يعيش اليوم عشرة ملايين هندي في دول الخليج العربي (سابقاً). ضعف هذه الملايين يعيشون فيه من دول شبه القارة الهندية الخمس.

وكل ما أخشاه أن يكون فهمنا لاستقدام العمالة الرخيصة سببا آخر لفقداننا مكتسبات الهوية والاستقلال. سكتنا من قبل عن إيران وبعدها عن تركيا حتى صحونا على الحقائق الدامغة التي عبر عنها (جونثاو) في معادلته لميزان القوة:

التركيبة السكانية هي قاعدة كل قرار سيادي. وأنا أخيراً لا أحذر لا من الهند ولا من الإكوادور: كل خشيتي على نظامنا الاجتماعي، فقط!.