قدمت استشارة صحية لأحد الزملاء بخصوص مشكلة صحية لدى أحد أبنائه.. أخبرني أنه طاف به مستشفيات كثيرة ولم يقدم له أحد هذا الحل. همس في أذني: بصراحة أنا لو منك أترك الإعلام وأتجه نحو الطب!
قلت له شراء شهادة وممارسة بعض المهن أهون بكثير من تعب لا طائل من ورائه.. العائق ليس خشية من القانون.. كيف تخشى من سطوة قانون غير موجود لمثل هذه الحالات.. ثم إن المنطقة مليئة بالسباكين والنجارين في مختلف التخصصات العلمية والأدبية -مواطنين وغيرهم- الذين جاؤوا إلينا بشهادات "مضروبة" أو حصلوا عليها بواسطة هدايا "مولينكس" وجوالات وكومبيوترات!
لكنها خشية من الدكتور "موافق الرويلي" الذي تفرغ خلال السنوات الماضية للتشهير بأصحاب الشهادات الوهمية من خلال وسمه الشهير #هلكوني.. وجوده بالذات يعني أنك لن تفلت من رقابته مهما حاولت!
لذلك دعني أكتفي بدور المستشار الصحي، هذه وظيفة لا تستلزم أي شهادة.. ولا توجد فقرة في القانون تعاقب أي شخص يحمل هذه الصفة.. تماما مثل الذين يحملون صفة "خبير" أو "ناشط"!
من هذا المنطلق سألخص لكم المشكلة الصحية التي أرّقت الرجل.. كان ابنه يعاني من التهابات وتقرحات في الفم والأمعاء وهزال شديد ونوبات مرضية بين فترة وأخرى.. خسر أمولاً طائلة دون جدوى.. سألته: هل قال لك أحد يوماً ما إن ابنك قد يكون مصاباً بمرض اسمه "السلياك"؟!
قال هذه أول مرة أسمع بهذا الاسم!
قلت له هذا مرض يصيب الجهاز الهضمي وبالتحديد الأمعاء، قرأت عنه بالصدفة في أحد المواقع المتخصصة.. وليس له علاج سوى بالامتناع عن عدة أنواع من الطعام: القمح.. الشعير.. نبات الشيلم.. "الشعير يشمل شراب البيرة"!
الخلاصة: صاحبنا اتبع الحمية لمدة ثلاثة أشهر، ليتصل بي بعدها ويبشرني بشفاء ابنه، وقرر أن يقدم لي هدية "دكتوراة في الطب البديل" من جامعة كولومبوس!