* كلاكيت أول مرة:
كان قبل يوم الأمس يوما ماطرا شهيا بما فيه من نسمات هواء بارد لطيف استمتع به أهل جُدة، المشتاقون للمطر بعد أن قاطعنا منذ آخر مرة، لكن لم يكن في حسبان أحد أن تسقط السماء فجر يوم الأحد مع المطر أشلاء جثة على أحد الشوارع، وبمعنى أوضح تقاطع شارع التضامن العربي مع شارع الصحافة في حي المشرفة، وهذا بحسب بيان نشرته الشرطة في عدد من الصحف بالأمس، مرجحين أن تلك الجثة ربما كانت عالقة في حجرة عجلات إحدى الطائرات التي عبرت الموقع جوا! هذا مجرد تصور فقط، لكن ما يزال مصدر الجثة مجهولا كحالها بما أن الطائرة المقصودة التي ربما هبطت في مطار جدة لم تُعرف بعد. فهل قامت الشرطة والهيئة المختصة بالتحقيق في أمر هذه الجثة بمسح غرف عجلات كافة الطائرات التي هبطت في مطار جدة؟ ثم السؤال الأهم: كيف وصلت تلك الجثة إلى غرفة العجلات ومن ساعدها على التسلل ولماذا؟! و"الله يستر" أمس تسقط من السماء جثة.. فماذا ستمطر علينا غدا!
*كلاكيت ثاني مرة:
كشف قبل أيام وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر، أن تحويلات العمالة الأجنبية في السعودية بلغت 129 "بليووون" يعني "مليون ينطح مليون"! وذلك عبر محاضرة ألقاها بعنوان "الدور الاقتصادي الدولي للمملكة" في وزارة الخارجية، موضحا أن السعودية تعد الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة في تحويلات العمالة الأجنبية! وبحسب ما نشرته جريدة الحياة لما تحدث به الجاسر فيما يبدو هو قوة تأثير السعودية في الاقتصاد الخارجي، وهذا مما لا شك فيه أمر مهم، ولكن ما تمنيته من وزير الاقتصاد والتخطيط، أن يقرأ انعكاسات هذا الرقم المهول على الاقتصاد الداخلي! وعلى تأثيره السلبي حين نفقد العملة من التداول المحلي في سوقنا ليتم تداولها في الاقتصاد الخارجي الأجنبي! ليس هذا فقط بل تمنيت منه توضيح المفارقة الشاسعة بين حجم وسكان جغرافية الولايات المتحدة وعدد العمالة بها، حيث يصل سكانها في آخر إحصاء لها 315 مليون نسمة! وبين السعودية التي يصل عدد سكانها 30 مليون نسمة تقريبا! فيا ترى يا معالي الوزير ما التأثير السلبي في الاقتصاد الداخلي حين يتم تحويل 129 بليون ريال لتقوية الاقتصاد الخارجي؟! وهل يناسبنا أن نكون في المركز الثاني بعد أميركا هنا؟
*كلاكيت ثالث مرة:
"البنك مكان يقرضك مظلّة عندما يكون الجو صحوا ثم يطالبك بها بمجرد أن يبدأ المطر". مقولة أعجبتني كثيرا للشاعر الأميركي روبرت فروست، وتذكرتها مع هطول المطر على جدة قبل أمس، وتناسبنا جدا -نحن السعوديون- نتيجة إقبالنا على القروض البنكية التي باتت الحل الوحيد على سوئه من أجل الحصول على مسكن أو قطعة أرض أو لتحقيق الزواج أو لإكمال التعليم أو لتملك سيارة وغير ذلك! وما يهم أن لا تُطالبنا هذه البنوك بالمظلّة ونحن نعيش أجواء ماطرة.. ماطرة جدا!!